الفكري في هذا الاتجاه، وذلك ما نجده في القصائد المبكرة التي نشرها في صحف الحزب الوطني، ومنها قصيدة يهنئ فيها عبد العزيز جاويش بمناسبة خروجه من السجن سنة 1909:
ومطلعها:
"الآن حق لك الثناء ... فلتحيى وليحيى اللواء
ولتحيى مصر وأهلها ... شاء العدى أو لم يشاءوا
ومنها:
"إن كان ذكرك للجلا ... ء بسوء فليكن الجلاء
أو كان صوت الشعب عن ... دهمو هو الداء العياء
فليعل صوت الشعب ح ... تى يرجعوا من حيث جاءوا1
ويكتب طه حسين في هذه البيئة الأولى قصائد كثيرة يدافع فيها عن الجلاء والاستقلال وبعض القضايا الوطنية، نشر معظمها في صحف الحزب الوطني, ومن نماذج تلك القصائد ما نشره في سنة 1909 تحت عنوان: "هم جائش"2 حينما عرضت حكومة بطرس غالي على مجلس الشورى مد امتياز قناة السويس, ومطلعها:
"تيمموا غير وادي النيل وانتجعوا ... فليس في مصر للأطماع متسع
كفوا مطامعكم عنا، أليس لكم ... مما جنيتم وما تجنونه شبع؟ "
وفي قصيدة أخرى يخاطب العام الهجري الجديد، يقول:
كن أنت بعد أخيك خير هلال ... وأضئ لمصر سبيل الاستقلال3
ومن هذه النماذج يبين لنا تمثُّل طه حسين المبكر للاتجاهات السياسية التي كان يعبر عنها المقال الصحفي في "اللواء" و"مصر الفتاة" وغيرها من صحف الحزب الوطني، ولكن طه حسين مع ذلك ظل "محتفظًا بخلافاته الفكرية مع الحزب الوطني"4, ومن ذلك أنه حين يتناول موضوع المرأة وما تلاقيه من إهمال، يتبنَّى آراء قاسم أمين التي عنيت بها "الجريدة".