أ- طه حسين والبيئة الأولى:
تتميز هذه البيئة الصحفية الأولى، بالحركة الوطنية قبل الحرب العالمية الأولى، حيث بلغ الإحساس الوطني فيها ذروته, وبدت اليقظة الوطنية في كمالها وتمام قوتها.
ويتَّصل طه حسين في هذه البيئة الأولى بحزب الأمة وجريدة "الجريدة", ونرجِّحُ أن السبب الرئيسي في هذا الاتصال إنما يرجع إلى شخصية لطفي السيد مفكِّر الحزب ومدير "الجريدة"، كما تَقَدَّمَ، فهو الذي خرج بالجريدة من النطاق الحزبي الذي صدرت لتمثله2، لا سيما وأنها لا تمثِّل حزبًا فحسب, بل تمثل طبقة من الأمة لها مصالحها ولها أهدافها ولها خطتها التي تتحرى تحقيق هذه المصالح, وتنشد الوصول إلى هذه الأهداف. على أن الجريدة لم تلبث أن أصبحت مدرسة فكرية لها أفكارها ومُثُلُها التي تتحمَّسُ لها وتجمع من حولها الرواد والأنصار والمؤيدين على النحو الذي فصَّلْنَا فيه القول، ومن هنا يمكن القول أن ارتباط طه حسين برجال حزب الأمة لم يكن ارتباطًا بالحزب السياسي بقدر ما كان ارتباطًا بالمدرسة الفكرية التي خرج بها لطفي السيد عن نطاق الحزب.
ومن جهة أخرى, فإن طه حسين يميل بقوة إلى التيار الذي خلقه الأستاذ