طه حسين يكتب عن:
الشعر الحديث.. وكُتَّاب القصة.. ونقَّادِهم:
عندما اعتزمت أن أكتب "كل خميسٍ" لقراء الجمهورية، أهداني أستاذي الدكتور طه حسين هذا المقال، لأنشره في صفحتي.. فلمَّا قرأت المقال، لم أدر أهو تحية لـ"كل خميس", أم إيقاع بينها وبين الشرقاوي ومندور وغيرهما من الزملاء؟
شكرًا في الحالتين لأستاذي الكبير..
1- ظواهر:
لست من كُتَّاب اليوميات, ولو حاولت كتابتها لم أبلغ منها شيئًا, ولكن أكتب الآن شيئًا يشبهها من بعيد, فأحب أن يعلم قارئه أنه ليس من اليوميات في شيء, إنما هي ملاحظات لم أرَ من إملائها بدًّا؛ لأني أجد فيما تنشره الجمهورية مما يتَّصل بالأدب ظواهر ليس من الخير إهمالها, بل من الواجب التنبيه إليها؛ لأنَّ في إهمالها شيئًا من التشويه لحقائق الأدب ولجماله أيضًا..
ولست أنبِّه في هذه الكلمة إلى هذه الظواهر جميعًا؛ لأن ذلك يطول, وإنما أضرب لها الأمثال, وأرجو أن يتدبرها الذين يكتبون في الجمهورية من المتأدبين.. فمسألة الشعر الحديث التي يبدي فيها الأستاذ عبد الرحمن الشرقاوي ويعيد, يكثر فيها الكلام, ويتصل فيها الأخذ والرد, دون أن نرى من هذا الشعر الحديث شيئًا يفرض نفسه على الأدباء فرضًا, بل دون أن نرى منه شيئًا ذا طائل, وأنا أعلم أن من الشباب طائفة يرون لأنفسهم الحقَّ في أن ينحرفوا عن مناهج الشعر القديم وعن أوزانه وقوافيه خاصة.
ولست أجادلهم في هذا الحق, بل ليس لي أن أجادلهم فيه, فأوزان الشعر