ملحق رقم "4": صورة كتاب الاستقالة الذي رفعه لطفي السيد إلى وزير المعارف العمومية, بعد إخراج طه حسين من الجامعة في عهد صدقي:
"هيلوبوليس 9 مارس سنة 1932.
حضرة صاحب المعالي وزير المعارف العمومية.
سيدي الوزير:
"أتشرف بإخبار معاليكم أني أسفت لنقل الدكتور طه حسين عميد كلية الآداب إلى وزارة المعارف؛ لأن هذا الأستاذ لا يُسْتَطَاعُ فيما أعلم أن يُعَوَّضَ الآن على الأقل, لا من جهة الدروس التي يلقيها على الطلبة في الأدب العربي ومحاضراته العامة للجمهور، ولا من جهة هذه البيئة التي خلقها حوله, وبثَّ فيها روح البحث الأدبي, وهدى إلى طرائقه، ثم أسفت لأن الدكتور طه حسين أستاذ في كلية الآداب تنفيذًا لعقدٍ تَمَّ بين الجامعة القديمة ووزير المعارف, وعلى الأخصِّ لأنَّ نقله على هذه الصورة بدون رضى الجامعة فيما أعرف، كل ذلك يذهب بالسكينة والاطمئنان الضروريين لإجراء الأبحاث العلمية، وهذا بلا شكٍّ يفوت عليّ أجلَّ غرض قصدت إليه من خدمة الجامعة.
"من أجل ذلك قصدت يوم الجمعة الماضي إلى حضرة صاحب الدولة رئيس مجلس الوزراء، واستغثته على هذا الحادث الجامعي الخطير، واقترحت على دولته تلافيًا للضرر من ناحية، واحترامًا لقرار الوزير من ناحية أخرى، أن يرجع الدكتور طه حسين إلى الجامعة أستاذًا لا عميدًا، خصوصًا أنه هو نفسه ألحَّ عليَّ في أن يتخلَّى عن العمادة منذ شهر، فلم أقبل، فتقبَّل دولة الرئيس هذا الاقتراح بقبول حسن، وأكد لي أنه سيشتغل بهذه المسألة منذ الغد, فاشتغل بها إلى أن علمت الآن أن اقتراحي غير مقبول, وأن قرار النقل نافذ بجملته, وعلى إطلاقه.
ومن حيث إني لا أستطيع أن أُقِرَّ الوزارة على هذا التصرُّف الذي أخشى أن يكون سنَّةً تذهب بكل الفروق بين التعاليم الجامعية وأغيارها، أتشرف بأن أقدم بهذا إلى معاليكم استقالتي من وظيفتي، أرجو قبولها، كما أرجو أن تتقبلوا شكري على ما أبديتم من حسن المجاملة الشخصية مدَّةَ اشتراكنا في العمل. وأن تتقبلوا فائق احترامي.
أحمد لطفي السيد