ووجدوا في الأهرام خلافًا لما تحدثت به شهر زاد! وجدوا أن الشيخ الأكبر أعزَّه الله وأبقاه تخلَّف عن المجلس مساء أمس، وأن الناس فسَّروا تخلفه بأنه أراد ألا يشترك في إقرار هذا القانون، ووجدوا في الأهرام أن تفسير الناس لغيبة الشيخ لم يكن فيما يظهر خطأ، فقد أيده خروج عالمين من علماء الدين، أحدهما مفتي الديار المصرية، من المجلس حين عُرِضَ هذا القانون, وأيده عالم ثالث من علماء الدين، وهو من كبار العلماء لم يخرج، ولكنه أعلن أنه لا يوافق على القانون.
"أما الأعضاء الآخرون من غير العلماء, فقد وافقوا على هذا القانون بالإجماع, وأما وزير الحقَّانية فقد خرج ظافرًا بقانونه الذي أقرَّه المجلسان, كذلك قالت الأهرام صباح اليوم، أما الشعب فسكت عن غيبة الشيخ الأكبر, وعن خروج المفتي الأكبر وصاحبه، وذكرت مخالفة الشيخ الذي لم يغب ولم ينسحب.
"وقرأ الناس هذا كله، فحاروا وداروا، أيصدقون شهرزاد؟ وإذن فيجب أن تُحَاكَمَ الأهرام؛ لأنها أهانت علماء الإسلام، وأضافت إلى شيوخ الدولة ووزرائها ما لم يفعلوا ولم يقولوا؟ أم يصدقون الأهرام؟ وإذن فيجب أن تحاكم شهرزاد؛ لأنها تخيِّلُ للناس غير الحق، وتصوِّر لهم أن علماءهم ورجال دينهم يؤدون واجبهم للدين على أحسن وجه, ويؤدون واجبهم للرأي على أحسن وجه، ولا ينسحبون، وإنما يحضرون ثم ينكرون ثم يظفرون، كذلك تصوِّر شهرزاد للمسلمين أمر علماء المسلمين، فتملأ قلوبهم ثقة وأملًا واطمئنانًا, حتى إذا أصبح الصباح، وأضاء بنوره ولاح، جاءت الأهرام بغير هذا الكلام، فخابت الآمال، وساءت الحال، وتبدَّل الناس من ثقتهم شكًّا, ومن طمأنينتهم خوفًا، ومن أملهم يأسًا!.
"يجب أن تحاكم شهرزاد، ولكن أين شهرزاد؟ إنها تضرب في البلاد، ولعلها الآن في بغداد، أو في إرم ذات العماد، تلك التي شادتها عاد! "1.
ثم ينتقل بعد ذلك إلى مناقشة القانون "الذي غاب له شيخ، وانسحب له شيخان، وأبى أن يوافق عليه شيخ رابع"2.
ومن نماذج استخدام التضاد أو المفارقة في المقال الصحفي، مقال بعنوان: "خلاف"3 يقول فيه:
"نعم خلاف في ظل الائتلاف، وشِقَاقٌ تحت جناح الوفاق، وخصام في