"حديث وتصحيح
أو تورط كاسترو"1.
يقول فيه:
"نحن مضطرون إلى أن نضع هذين العنوانين لما نريد أن نكتبه اليوم, مضطرون إلى ذلك لأنه حق, فبين يدينا حديث لصاحب الدولة رئيس الوزراء"1 مع كاسترو. وبين يدينا تصحيح لهذا الحديث, نُشِرَ الحديث يوم الجمعة, وصُحِّحَ يوم السبت, وتناول الناس الحديث وتصحيح الحديث راضين مبتهجين يوم الجمعة, ثم مغضبين متشائمين يوم السبت.
"فهذا شأن العنوان الأول, فأما العنوان الثاني فحق أيضًا, حق كالعنوان الأول, كاسترو متورط. ومتورط جدًّا.. والله يعلم أننا مخلصون في الإشفاق عليه, بريئون من الشماتة فيه, فأما إنه متورط فيظهر ذلك إذا قرأت مقدمة الحديث ومقدمة التصحيح, فهو في مقدمة الحديث يقول بالحرف: "مع أن هذا الأمر يظهر مخالفًا لأدب اللياقة فقد أقدمنا عليه, وطلبنا مساء الأمس إلى صاحب الدولة توفيق باشا نسيم أن يستقبلنا".
"أفهمت؟ طلب كاسترو3 إلى رئيس الوزراء مقابلة, وهو لم يطلب هذه المقابلة إلى وزير يؤلف وزارته ليتحدث إليه في الجو والمطر, وإنما أراد أن يتحدَّث, وقد تحدَّث بالفعل في السياسة, وتلطف الوزير فأجاب, وأجاب بصراحة في بعض المسائل, وبإجمال وغموض في بعضها الآخر. أي: أن كاسترو زار الوزير زيارة صحفي, وعلم الوزير أن هذه الزيارة صحفية, فتحدث إلى الزائر كما يجب أن يتحدث وزير إلى صحفي, فصرَّح حين يَحْسُن التصريح والتفصيل, وأجمل حين يحسُن الإجمال والغموض. وأكثر من هذا أن كاسترو نفسه قد صرَّح للوزير بأنه يحدثه كمعبِّر عن الرأي العام "كذا".
"فأنت ترى أن كاسترو ذهب ليعلم علم رئيس الوزراء, ولعل رئيس الوزراء هو الذي خص كاسترو بأول حديث سياسي له في هذه الوزارة. فأنت تعلم وأنا أعلم أيضًا كيف تُلْقَى الأحاديث السياسية في مصر وفي غير مصر، ذهب كاسترو إذن ليعلم علم رئيس الوزارة بهذا يحدثنا يوم الجمعة, ولكن ما أمسى المساء, وما أشرقت شمس السبت, وما توافد الناس على رياسة الوزراء حتى استحالت الحال وتبدَّلت الأمور, وأراد الله أن يغيِّرَ كل شيء فظهر