مخطَّط يسحب اسكنر.
وتقوم هذه العناصر التي يتألَّفُ منها المقال الصحفي في أدب طه حسين على ما يسميه "ديكارت"1 بنظام الأسباب "الملائم، والذي يعني السير بالأفكار والشواهد بنظام، فيبدأ المقال بأبسط الموضوعات أو الشواهد, ويرتقي بالتدرُّج إلى معرفة أكثر الموضوعات تركيبًا، ولكنه يفرض "نظام الأسباب" الديكارتي حتى بين الموضوعات أو الشواهد التي لا تتتالى بالطبع، وهذا النظام هو الذي يحدِّدُ إطار الوحدة العضوية في المقال لتشمل البداية والتمهيد والصلب والخاتمة.
وللوحدة أثر في الشواهد والحقائق المؤيدة للفكرة، إذ تصبح كالبنية الحيَّة في تحرير المقال، وإذكاء الإقناع فيه. فهي تتعاون جميعًا لرسم الصورة العامة للمقال، وتقدمها فيه على حسب المنهج الاستقرائي عند طه حسين في الإقناع. ولنضرب مثلًا هنا بمقالٍ رئيسيٍّ في "حديث المساء" وعنوانه: "صراع ... "2 وفيه يصوّر الصراع بين القومية المصرية والتسلُّط الأجنبي"3 في الثلاثينيات، فيبدأ مقدمة المقال بهذه الفقرة التي لا تنفصل عن العنوان:
بدأ منذ أسابيع -"أي الصراع"- ولسنا نعرف متى ينتهي ولا كيف