بل يبدو من خلالها مبسط النفس صلى الله عليه وسلمxtorvert غير معقد، يرفع التكلُّف بينه وبين القارئ, ويعرض أفكاره في بساطة ويسر, لذلك يعالج في يومياته ظواهر تتسم بالطرافة، وإثارة اهتمام الناس كما يبين من حديثه عن "المنجمين"1, يقول:
"لا تعجب ولا يأخذك الدهش، فقد فكرت في المنجمين وأطلت التفكير, ألم تزعم لنا الصحف أن السلطان يطارد التنجيم والمنجمين في مصر؟ فما يمنعني أن أفكر في التنجيم والمنجمين وأنا أقرأ في الصحف الأوربية. إن التنجيم ينهض في أوربا بعد كبوته, ويستيقظ بعد نومه الطويل، ويستردُّ مكانته العليا في قصور الملوك ودواوين الوزراء، أستغفر الله، بل في ميادين القتال، بل في الجامعات أيضًا. فهذه صحيفة فرنسية -التوفيل ليترير- تحدِّثُنا بأن صاحب الجلالة جورج الملك الإمبراطور، قد عُنِيَ بالتنجيم وحديث المنجمين، فأبى أن يسافر ابنه إلى استراليا في يوم كان المنجمون يخافون منه الشر "احترقت فيه طيارة فرنسية كانت تحمل حاكم الهند الصينية العام2.
ثم يختم يومياته في مجلة "الثقافة", والتي اتخذت عنوان: "أحاديث الأسبوع" بقوله الساخر: "ألسنا نرى أن التحدث إلى النفس في التنجيم والمنجمين خيرٌ من التحدُّث إليها في الأدب والأدباء"3.
وتكشف "أحاديث الأسبوع" عن ارتباط فن اليوميات في مقال طه حسين بقسوته على نفسه في الفن، وقسوته على غيره، كما يبين من الأحكام الصارمة التي يدمغ بها أصدقاءه وأحبَّ الناس إليه؛ في فنهم وأخلاقهم وصورهم وأشكالهم، كما يدمغ بها خصومه وأبغض الناس إليه, ثم لا يتردد في إذاعتها، وأصدقاؤه وخصومه "أحياء، مكا أنه هو حي أيضًا, ومن الممكن، بل من المحقَّقِ أنهم سيقرءونه وسيلقونه, ولكن أيَّ بأس عليه وقد أخذ نفسه بالحرية والاستقلال، وبالصراحة والصدق؟ "4.
وفي "أحاديث الأسبوع" يتناول أكثر من ظاهرة، على النحو الذي تذهب إليه اليوميات الصحفية؛ ومن ذلك ما تناوله حول اجتماع الأدباء لإحياء "ذكر مختار" "وكان حديث الأدباء عن هذا الاجتماع طريفًا؛ لأنه لم يزد على أن ذكره وألَمَّ به دون يفسِّره أو يطلق عليه, وهل أحاديث غير الأدباء في مصر الآن خير من أحاديث الأدباء؟ فأنت تستطيع أن تلتمس النشاط عند أصحاب المال، أو عند غير أولئك وهؤلاء من طبقات الناس، فإن استطعت أن