من الضروري أن نستعيد بعض الحقائق التي مرت في الفصلين السابقين لنكون على بينة من أمر السيرة وصلتها بالفن، وفي مقدمة تلك الحقائق أن السيرة التاريخية كان ينقصها البناء الكامل أو الهيكل الواضح، ومعنى هذا إن تزويدها بالهيكل أو البناء أمر لازم لها قبل أن نحكم عليها أهي فن أم لا. لأن كل عمل فني لا بد من أن يكون ذا بناء معين. ثم لا بد من أن تكون غايتها الرغبة في تاريخ حياة فرد من الأفراد؟ أو جانب كبير من حياته؟ لا تحقيقا لنظرة خاصة، أو فلسفة محدودة. وهذا يقتضي كاتب السيرة أن يدير الأحداث حول الشخص المترجم، ولا يسمح لحياة الأشخاص الآخرين بالتحكم في منحى السيرة، ولا يعرض من حياتهم إلا المقدار الذي