فن السيره (صفحة 55)

الناحية " حياة شوبان " التي كتبتها الآنسة مارجري ستراتشي بعنوان " العندليب " فقد مزجت فيها حقائق حياته بالقصص الخيالية، ورسمت لذلك العبقري صورة جميلة (?) .

وفي هذا النوع من " السير القصصية " وجد بعض القراء تعويضاً عن القصة نفسها، ذلك لأن كثيراً من هذه السير إنما ينتحي ناحية الاستطراف، وتختار له شخصيات كانت ذات علاقات بارزة عنيفة، مثل شللي والليدي هاملتون وبيرون وشوبان، وكذلك كان اتسفايج يختار للترجمة عباقرة متفردين في شذوذهم، بينما يترجم النفسيون للشخصيات المريضة ويحاولون الكشف عن أسرارها بعون من المبادئ الفرويدية. وكل هذا يشير إلى نوع السير التي أقبلت عليها الجماهير. وفي فرنسا بالذات اتجهت دور النشر إلى تشجيع الكتابة عن الحب في حياة أبطال السيرة دون الفصول الأخرى من حيواتهم. فصدرت سير مثل " قصة حب مدام دي بمبادور " لمارسيل تنيار Marcelle Tinyare و " كازانوفا " لموريس روستاند Maurice Rostand وكتبت قصة حب جوزفين، وغير ذلك كثير. (?)

وفي الفترة الواقعة بين الحربين راجت السيرة التاريخية والأدبية لكثرة الإقبال عليها، وحفز الناشرون الكتاب على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015