فن السيره (صفحة 54)

لدكنز ويلزاك وتولستوي، وفي الثالثة " بناة العالم " ترجم لتولستوي وكازانوفا واستندال؛ وفي هذه الثالثة بلغت قوة التحليل النقدي عنده مداها، وهو من أكثر كتاب السير تصويراً لذاتيته من خلال حيوات هؤلاء الناس وإنما أعجبه في سيرهم اضطرابهم النفسي وشذوذهم المتميز. ويفترق اتسفايج عن لودفيج " بالعمق وإدراك المعاني الكلية واستخراج النماذج الإنسانية العامة، واستنباط العبرة من كل الأحداث التي يعنى بدراستها، ويمتاز عن موروا إلى جانب العمق وكل هذه المميزات، ببراعة في وصف المناظر الطبيعية التي تجري في داخل إطارها الأحداث " (?) .

ولم تكن السيرة المشبهة للقصة في بمناها، مشمولة بالرضى من جميع الناس؛ بل واجهها كثير ممن يجبون الحقائق الجافة بشيء من الاستنكار، وربما كان للغلو الذي أصابها يد في ذلك؛ فإن الدقة التي كان يحافظ عليها كل من موروا ولودفيج واستفايج، أصبحت معرضة للتهاون على أيدي غيرهم من الكتاب، وغدا الخيال هو القوة التي تصنع جانباً كبيراً من الأشخاص والأحداث، ومن أمثال ذلك سيرة الليدي هاملتون التي كتبتها أ. بارنجتون صلى الله عليه وسلم. رضي الله عنهarrington بعنوان " السيدة المقدسة " The عز وجلivine Lady. فصلة هذه السيرة بالقصص أقوى من صلتها بالتاريخ، لا لقوة الخيال وروعة الأسلوب فحسب، بل للإعجاب العاطفي الذي تحملع الكاتبة لبطلة السيرة. ويشبهها في هذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015