مع شللي، ذهبت تعيش وحدها، وأن العسر المادي انزلق بها إلى حياة الرذيلة، وكان هذا متمشياً مع السياق العام الذي تبرز فيه قسوة شللي أو عدم الانسجام بين الزوجين، ثم إنها وجدت غريقة في إحدى البحيرات. واعتمد موروا في هذا التصوير على بعض المدونات التي قرأها؛ ولما كان ذلك يتمشى مع طبيعة المأساة، لم يحاول أن يحاكم تلك الروايات والمدونات، وربما كان هذا من جناية الروح القصصية؛ غير أن أدموند بلندن صلى الله عليه وسلمdmund blunden (?) بعد أن فحص هذه الروايات جميعاً، نقض القول بأن هاريت انزلقت في الوحل، ونفى غرقها في البحيرة، وكشف المواطن الضعيفة التي أدت إلى مثل تلك الاستنتاجات الخاطئة.
وقد أقر موروا بأن الكتابة عن شللي كانت ترضي رغبة ذاتية في نفسه وتسمح له بأن يبني شخصيته من خلال شللي (?) فكشف بذلك عن حقيقة هامة في كتابة السيرة؟ كان موروا حين اختار هذا الموضوع حديث عهد بحياة الدراسة مثل شللي مليئاً بالأفكار المثالية في الفلسفة والسياسة، ثم واجه الحياة العملية ورأى آراءه تذوب كما يذوب الحبب في الكاس، فانبعث في نفسه ألم يمض، وأحب أن يخفف الألم عن نفسه بالبوح والإفضاء، فوجد في سيرة شللي هذه المنفذ. ومن يقرأ " آريل " يحس كيف يسخر