موروا هو الأسلوب الذي ينتحيه القصصي نفسه.
ولو افترضنا أن هذه الحركات البسيطة التي صورها موروا إنما انتزعها من خياله، فليس ثمة شيء فيها يضير الحقيقة كثيراً ولكن يطمئننا من هذه الناحية أيضاً قول أحد النقاد: إن موروا لم يضف إلى الكتاب من خياله ذرة واحدة، وإنما لون الحقائق بفن القصص وحقق ذلك بيد لبيقة وعاطفة حارة، وقد لقيت هذه السيرة من الرواج والثناء ما دل على أن الناس يحبون الحقائق مغلفة بالطلاوة، كما تغلف الأدوية بالحلوى، ولما صدر الكتاب في فرنسا لم يعرف الناس بشللي فحسب، بل أثار اهتماماً بفن السيرة عامة، ومسح الماضي الذي كان مهملاً بلون جذاب. والسحر الذي يتجلى في " آريل " إنما مرده إلى الطريقة في القص وفي التشخيص العذب، وإلى رزانة الأسلوب ورجاحته وإلى صورة المرأتين اللتين تعلقت حياة شللي بهما، وإلى المقارنة بينه وبين لورد بيرون (?) .
ولو قارنا بين ما كتبه موروا على طريقته، وما كتبه مترجم آخر تصدى لحياة شللي بالعرض، لوجدنا حقاً أن الحقائق الأولى موجودة في " آريل ". ولكن هناك خطراً اقتضته الروح القصصية، هو في مدى الاختيار والتحقيق، ولأضرب على هذا مثلاً يتعلق بما حدث لهاريت Harriet زوجة شللي الأولى: فقد صور موروا كيف أن هاريت عندما لم تطق الحياة