فن السيره (صفحة 50)

شللي " صلى الله عليه وسلمriel " قصة ممتعة سلسلة يكاد لا يميزها القارئ من أي قصة محكمة النسج والتشخيص، وهذا لا يتيسر دائماً إلا إذا كان المترجم بارعاً في القص مثل موروا، وكان المترجم له شخصاً ذا أحداث وأعاصير تتنازع حياته، مثل شللي. ولا شك أن حياة شللي كما صورها موروا غير متخيلة وإنما هي مستقصاة من الرسائل والوثائق، مكتوبة بشكل يخيل إلى القارئ أنها من اختراع الكاتب نفسه. استمع إليه يقول في وصف حال شللي بعد أن التحق بكلية إيتون: " أغلق شللي كتابه، وتمدد على العشب المشمس المنمق بالازاهير، وأخذ يتفكر في بؤس الإنسان؛ ومن بنايات المدرسة وراءه تأدت إليه همسات أصوات غبية، تضطرب وتتموج على صفحة البر الشجير والماء، ولكنه في جلسته تلك كان قد أمن النظرة الساخرة التي تنفذ إلى نفسه، فانهمرت دموع الغلام، وشد بيديه الواحدة على الأخرى وقال: أقسم أن أكون عادلاً حكيماً حراً، إن كنت أملك هذه القوى، أقسم أن لا أواطئ الأناني والقوي بشيء حتى ولا بالسكوت، إنني أنذر حياتي كلها لعبادة الجمال " (?) ؟ هل حدث كل هذا حقاً؟ هل أغلق على نفسه تلك العهود والنذور أو كان هذا كله من خيال الكاتب؟ ليس ببعيد أن يكون شللي قد كتب رسالة يصف فيها موقفه آنئذ، ولكن الأسلوب الذي اختاره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015