فن السيره (صفحة 49)

قال في مقدمة كتابه عن كليوبترة: " وما وجدت من نقص في الأسانيد النفسية أباح لي التزام نجوى الذات، ووصف حركات الروح بحرية أعظم مما تسوغه كثرة المصادر عند وجودها، ولما بدأت تاريخي عن غوته في سنة 1919 ولزمت سبيلاً جديداً في ترجمته، رجعت أحياناً إلى مبدأ مناجاة الإنسان نفسه؛ ومثل هذا ما صنعت في كتابي نابليون ثم لم أعد إليه في كتبي الأخيرة قط، بيد أن ما ترى من عدم الوثائق النفسية على الإطلاق، يجعل هذا المنهاج أمراً مستحباً هنا (أي في سيرة كيلوبترة) (?) .

وصرح لودفيج أيضاً في كتابه " نابليون "، بأن ليس في كتابه جملة واحدة مختلقة إلا حديث النفس، أما ما عدا ذلك فكله مقتبس من الوثائق والرسائل؛ أما طريقته في ذلك الكتاب عامة فقد وصفها بقوله " قد حاولت هنا أن أكتب تاريخ نابليون من الباطن " (?) ومن ثم لم يهتم بالحركات السياسية الظاهرة والمعارك الحربية اهتماماً كبيراً، بل وجه همه إلى كل ما يتعلق بشخص نابليون ونفسيته من مثل خلافه مع إخوته وزوجته وحالات اكتئابه وفخره وغضبه، وامتقاع لونه وشره وخيره مع الصديق والعدو.

ومن أشهر الكتاب الذين يمزجون بين الميل القصصي والسرد التاريخي أندريه موروا صلى الله عليه وسلمndre Maurois فإنه أخرج من سيرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015