إلى مهمة السير. وقد وضع جونسون في " سير الشعراء " المثال الذي يحتذى في كتابة السيرة، بانياً كل ذلك على أساس من البيان المحكم الرصين، تكتنز الجملة منه حقائق كثيرة قد تشرح في صفحات. وكان يعتقد أن الأدباء في إنكلترا لم تكتب سيرهم كتابة جيدة، ومن أبرز ما يوضح مذهبه في الترجمة قوله وهو يكتب عن شاهر اسمه كولي Cowley: " على الرغم من الفقر الذي تعانيه السير الإنجليزية، فإن حياة كولي قد كتبها الدكتور سبرات Sprat وهو مؤلف وضعه خصب خياله وروعة بيانه عالياً في المرتبة الأدبية. ولكن حماسته في الصداقة أو طموحه نحو الفصاحة، جعلاه يكتب ما هو إلى التأبين أقرب منه إلى التاريخ، فقد كتب عن أخلاق كولي لا عن حياته لأنه يجنح إلى الإيجاز حتى لا يوضح شيئاً، وكل ما يكتبه مغلف بضباب التقريظ؟ أوجز فيه أم أطال: - ولد ابراهام كولي في عام ألف وستمائة وثمانية عشر، وكان والده بقالاً حاول سبرات أن يخفي حاله بقوله أنه كان " مواطناً ". (?)
فإيثار الصدق الصراح؟ كما تبينه هذه الفقرة؟ هو الذي حاول جونسون أن يحققه في كتابة السيرة. وحاول من عاصروه أو جاءوا بعده أن يترسموا فيه خطاه، لأن جونسون كان أكبر شخصية أدبية في عصره.