الْإِسْمَاعِيلِيُّ بِلَفْظِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ بَعْدَ الْفَتْحِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ الْكُفَّارُ أَيْ مَا دَامَ فِي الدُّنْيَا دَارُ كُفْرٍ فَالْهِجْرَةُ وَاجِبَةٌ مِنْهَا عَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَخَشِيَ أَنْ يُفْتَنَ عَن دينه وَمَفْهُومه أَنه لَو قدر أَن يَبْقَى فِي الدُّنْيَا دَارُ كُفْرٍ أَنَّ الْهِجْرَةَ تَنْقَطِع لانْقِطَاع مُوجبهَا وَالله أعلم وَأطلق بن التِّينِ أَنَّ الْهِجْرَةَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ كَانَتْ وَاجِبَةً وَأَنَّ مَنْ أَقَامَ بِمَكَّةَ بَعْدَ هِجْرَةِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ بِغَيْرِ عُذْرٍ كَانَ كَافِرًا وَهُوَ إِطْلَاقٌ مَرْدُودٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ الْحَدِيثُ الثَّامِنُ

[3901] قَوْلُهُ عَنْ هِشَام هُوَ بن عُرْوَة قَوْله ان سَعْدا هُوَ بن مُعَاذٍ وَسَيَأْتِي شَرْحُ هَذَا فِي غَزْوَةِ بَنِي قُرَيْظَةَ وَأَوْرَدَهُ هُنَا مُخْتَصَرًا لِمَا يَتَعَلَّقُ بِقُرَيْشٍ الَّذِينَ أَحْوَجُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْخُرُوجِ عَنْ وَطَنِهِ قَوْلُهُ وَقَالَ أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ هُوَ الْعَطَّارُ إِلَخْ يَعْنِي أَنَّ أبان وَافق بن نُمَيْرٍ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ هِشَامٍ لِهَذَا الْحَدِيثِ وَأَفْصَحَ بِتَعْيِينِ الْقَوْمِ الَّذِينَ أُبْهِمُوا وَأَنَّهُمْ قُرَيْشٌ وَزَعَمَ الدَّاوُدِيُّ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْقَوْمِ قُرَيْظَةُ ثُمَّ قَالَ فِي الرِّوَايَةِ الْمُعَلَّقَةِ هَذَا لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ وَهُوَ إِقْدَامٌ مِنْهُ عَلَى رَدِّ الرِّوَايَاتِ الثَّابِتَةِ بِالظَّنِّ الخائب وَذَلِكَ أَن فِي رِوَايَة بن نُمَيْرٍ أَيْضًا مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْقَوْمِ قُرَيْشٌ وَإِنَّمَا تَفَرَّدَ أَبَانُ بِذِكْرِ قُرَيْشٍ فِي الْمَوْضِعِ الْأَوَّلِ وَإِلَّا فَسَيَأْتِي فِي الْمَغَازِي فِي بَقِيَّةِ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ كَلَامِ سَعْدٍ وَقَالَ اللَّهُمَّ فَإِنْ كَانَ بَقِيَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْءٌ فَأَبْقِنِي لَهُ الْحَدِيثَ وَأَيْضًا فَفِي الْمَوْضِعِ الَّذِي اقْتَصَرَ الدَّاوُدِيُّ عَلَى النَّظَرِ فِيهِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ قُرَيْشٌ لِأَنَّ فِيهِ مِنْ قَوْمٍ كَذَّبُوا رَسُولَكَ وَأَخْرَجُوهُ فَإِنَّ هَذِهِ الْقِصَّةَ مُخْتَصَّةٌ بِقُرَيْشٍ لِأَنَّهُمُ الَّذِينَ أَخْرَجُوهُ وَأما قُرَيْظَة فَلَا الحَدِيث التَّاسِع حَدِيث بن عَبَّاس

[3902] قَوْله حَدثنَا هِشَام هُوَ بن حَسَّانَ قَوْلُهُ فَمَكَثَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ هَذَا أَصَحُّ مِمَّا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بن ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ فَمَكَثَ بِمَكَّةَ عَشْرًا وَأَصَحُّ مِمَّا أخرجه مُسلم من وَجه آخر عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّ إِقَامَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ كَانَتْ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الْمَبْعَثِ وَسَيَأْتِي بَقِيَّةُ الْكَلَامِ عَلَيْهِ فِي الْوَفَاةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَقَوْلُهُ هُنَا فَهَاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ أَيْ أَقَامَ مُهَاجِرًا عَشْرَ سِنِينَ وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى فأماته الله مائَة عَام الْحَدِيثُ الْعَاشِرُ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي مَنَاقِبِ أَبِي بَكْرٍ مُسْتَوْفًى وَقَوْلُهُ فِيهِ فَقَالَ النَّاسُ انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ فِي حَدِيث بن عَبَّاسٍ عِنْدَ الْبَلَاذُرِيِّ فِي نَحْوِ هَذِهِ الْقِصَّةِ فَقَالَ لَهُ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ يَا أَبَا بَكْرٍ مَا يُبْكِيكَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015