الْبُخَارِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ هُنَا وَلَمْ يُصَرِّحْ فِيهِ بِالتَّحْدِيثِ وَزعم بن الْعَرَبِيِّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ وَأَعَادَهُ كَذَلِكَ فِي صِفَةِ إِبْلِيسَ وَفِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ لَكِنْ بِاخْتِصَارٍ وَقَدْ وَصَلَهُ النَّسَائِيُّ وَالْإِسْمَاعِيلِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ مِنْ طُرُقٍ إِلَى عُثْمَانَ الْمَذْكُورِ وَذَكَرْتُهُ فِي تَعْلِيقِ التَّعْلِيقِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُنِيبٍ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَلَّامٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيِّ وَهِلَالِ بْنِ بِشْرٍ الصَّوَّافِ وَمُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الَّذِي يُقَالُ لَهُ تِمْتَامٌ وَأَقْرَبُهُمْ لِأَنْ يَكُونَ الْبُخَارِيُّ أَخَذَهُ عَنْهُ إِنْ كَانَ مَا سَمِعَهُ من بن الْهَيْثَمِ هِلَالُ بْنُ بِشْرٍ فَإِنَّهُ مِنْ شُيُوخِهِ أَخْرَجَ عَنْهُ فِي جَزْءِ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ وَلَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى عِنْدَ النَّسَائِيِّ أَخْرَجَهَا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَوَقَعَ مِثْلُ ذَلِكَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الرُّويَانِيُّ قَوْلُهُ وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو بِإِسْكَانِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا مُثَلَّثَةٌ يُقَالُ حَثَا يَحْثُو وَحَثَى يَحْثِي وَفِي رِوَايَةِ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ عَلَى تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَوَجَدَ أَثَرَ كَفٍّ كَأَنَّهُ قَدْ أُخِذُ مِنْهُ وَلِابْنِ الضُّرَيْسِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ فَإِذَا التَّمْرُ قَدْ أُخِذَ مِنْهُ مِلْءُ كَفٍّ قَوْلُهُ فَأَخَذْتُهُ زَادَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ شكى ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَو لَا فَقَالَ لَهُ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَأْخُذَهُ فَقُلْ سُبْحَانَ مَنْ سَخَّرَكَ لِمُحَمَّدٍ قَالَ فَقُلْتُهَا فَإِذَا أَنَا بِهِ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْ فَأَخَذْتُهُ قَوْلُهُ لَأَرْفَعَنَّكَ أَيْ لَأَذْهَبَنَّ بِكَ أَشْكُوكَ يُقَالُ رَفَعَهُ إِلَى الْحَاكِمِ إِذَا أَحْضَرَهُ لِلشَّكْوَى قَوْلُهُ إِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ أَيْ نَفَقَةُ عِيَالٍ أَوْ عَلَيَّ بِمَعْنَى لِي وَفِي رِوَايَةِ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ فَقَالَ إِنَّمَا أَخَذْتُهُ لِأَهْلِ بَيْتٍ فُقَرَاءَ مِنَ الْجِنِّ وَفِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ وَلَا أَعُودُ قَوْلُهُ وَلِي حَاجَةٌ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَبِي حَاجَةٌ قَوْلُهُ فَرَصَدْتُهُ أَيْ رَقَبْتُهُ قَوْلُهُ فَجَعَلَ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَالْمُسْتَمْلِي فَجَاءَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ قَوْلُهُ قَالَ دَعْنِي أُعَلِّمُكَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ خَلِّ عَنِّي قَوْلُهُ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا فِي رِوَايَةِ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ إِذَا قُلْتَهُنَّ لَمْ يَقْرُبْكَ ذَكَرٌ وَلَا أُنْثَى مِنَ الْجِنِّ وَفِي رِوَايَةِ بن الضُّرَيْسِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ لَا يَقْرُبُكَ مِنَ الْجِنِّ ذَكَرٌ وَلَا أُنْثَى صَغِيرٌ وَلَا كَبِيرٌ قَوْلُهُ قُلْتُ مَا هُنَّ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ مَا هُوَ أَيِ الْكَلَامُ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ قُلْتُ وَمَا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتُ قَوْلُهُ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عِنْدَ كُلِّ صَبَاحٍ وَمَسَاءٍ قَوْلُهُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ فِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ وَالْإِسْمَاعِيلِيِّ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ من أَولهَا حَتَّى تختمها وَفِي رِوَايَة بن الضُّرَيْسِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَفِي حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مِنَ الزِّيَادَةِ وخاتمة سُورَة الْبَقَرَة أَمن الرَّسُول إِلَى آخِرِهَا وَقَالَ فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ ضَمَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمْرَ الصَّدَقَةِ فَكُنْتُ أَجِدُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ نُقْصَانًا فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي هُوَ عَمَلُ الشَّيْطَانِ فَارْصُدْهُ فَرَصَدْتُهُ فَأَقْبَلَ فِي صُورَةِ فِيلٍ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْبَابِ دَخَلَ مِنْ خَلَلِ الْبَابِ فِي غَيْرِ صُورَتِهِ فَدَنَا مِنَ التَّمْرِ فَجَعَلَ يَلْتَقِمُهُ فَشَدَدْتُ عَلَى ثِيَابِي فَتَوَسَّطْتُهُ وَفِي رِوَايَةِ الرُّويَانِيِّ فَأَخَذْتُهُ فَالْتَفَّتْ يَدِي عَلَى وَسَطِهِ فَقُلْتُ يَا عَدُوَّ اللَّهِ وَثَبْتَ إِلَى تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَأَخَذْتَهُ وَكَانُوا أَحَقَّ بِهِ مِنْكَ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَفْضَحُكَ وَفِي رِوَايَةِ الرُّويَانِيِّ مَا أَدْخَلَكَ بَيْتِي تَأْكُلُ التَّمْرَ قَالَ أَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَقِيرٌ ذُو عِيَالٍ وَمَا أَتَيْتُكَ إِلَّا مِنْ نَصِيبِينَ وَلَوْ أَصَبْتَ شَيْئًا دُونَهُ مَا أَتَيْتُكَ وَلَقَدْ كُنَّا فِي مَدِينَتِكُمْ هَذِهِ حَتَّى بُعِثَ صَاحِبُكُمْ فَلَمَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِ آيَتَانِ تَفَرَّقْنَا مِنْهَا فَإِنْ خَلَّيْتَ سَبِيلِي عَلَّمْتُكَهُمَا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ وَآخِرُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ قَوْلِهِ آمَنَ الرَّسُول إِلَى آخِرِهَا قَوْلُهُ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ لَمْ يَزَلْ وَوَقَعَ عَكْسُ ذَلِكَ فِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ وَالْأَوَّلُ هُوَ الَّذِي وَقَعَ فِي صِفَةِ إِبْلِيسَ وَهُوَ رِوَايَةُ النَّسَائِيِّ وَالْإِسْمَاعِيلِيِّ قَوْلُهُ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ أَيْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ أَوْ مِنْ جِهَةِ أَمْرِ