المجيب جماز عبد الرحمن الجماز
مشرف تربوي بإدارة التربية والتعليم بشقراء.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/ الأساليب الصحيحة لتربية الأولاد/مرحلة المراهقة
التاريخ 19/04/1425هـ
السؤال
عندي ولد يبلغ من العمر 15 سنة، وكان متفوقاً دراسياً، ويحصل على المراكز الأولى، ولكن الآن انقلبت الموازين وبدأت درجاته تتدنى شيئاً فشيئاً، ولا أدري لماذا؟! مع العلم كان ينافس المتفوقين سابقاً على المراكز الأولى، وأيضاً أن أمه مدرسة، وتطبق عليه اختبارات ذكاء، وكانت تهتم به لدرجة كبيرة، وتتابعه كصديق له، وأنا ضابط في الجيش، وكنا نوفر له كل شيء ونحفزه للتعليم بمحفزات، حتى صعقنا بدرجاته ومستواه المتدني جداً، والآن أطلب خطوات علاجية لحل هذه الظاهرة في أسرع وقت. وشكراً جزيلاً لكم.
الجواب
الحمد لله رب العالمين، وبعد:
فهذه المشكلة يجب تشخيصها، هل هي بسبب واضح يمكن تلافيه وعلاجه، مثل عدم المذاكرة أو انشغاله بصوارف معينة (رحلات - تنزهات- إمضاء الأوقات في مشاهدة أو قراءة أو سماع أشياء أخرى - رفقة دائمة - خروج من المنزل - أعباء وتكاليف اجتماعية - أذى وتحرشات من آخرين- وقوعه في معصية معينة ... ) ، أو بسبب غير واضح مع وجود مؤشرات، تدل على أنه قد يكون مصاباً بعين نظراً لتميزه وتفوقه دراسياً على أقرانه، وما يصاحب ذلك من كثرة الكلام حوله من معلمين أو طلاب أو أقارب أو نحوهم، ومن هذه المؤشرات التي يستدل بها ما يلي:
1- عدم رغبته في مذاكرة الدروس وحل الواجبات أو لا يستطيعها.
2- عدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة.
3- حزنه وتخييم ضيق الصدر عليه إذا ذكر المدرسة أو ذكرت عنده.
4- كرهه المفاجئ لبعض الطلاب أو المعلمين أو الأقارب أو حتى الهروب من مجالستهم وافتعال الأسباب لعدم الرغبة في الحديث معهم.
5- سروره وفرحه إذا انتهت فترة الاختبارات مثلاً أو إذا انقضت الدراسة وبدأت الإجازة مثلا أو حتى في جو المدرسة وتبعاتها.
6- التغير المفاجئ في السلوك والتصرفات مع والديه أو أحدهما أو إخوانه.
7- حُبُه للعزلة والانفراد وعدم الاجتماع مع ما يصاحب ذلك من تفكير طويل وشرود ذهن، وهذه المؤشرات قد تكون كلها أو بعضها أو واحداً منها بدرجة قوية أو ضعيفة، وفي هذه الحالة تستخدم له الرقية الشرعية.
وهناك أمران:
الأول: ينبغي أن تقوم والدته بالحوار مع الولد؛ لأنها أقرب منك إليه، وتعرف أسباب ما هو فيه، وتستدرجه حتى تصل إلى الحقيقة، - بداية المشكلة ووقتها وطبيعتها-.
الثاني: ينبغي لك أن تقوم بزيارة مَدرسته ومحاورة المرشد الطلابي أو الأخصائي الاجتماعي عن سبب تدني مستوى الولد، فقد تكون المشكلة من معلم أو طالب تعرض أحدهما له بتهديد أو أذية، أو مشاركته في بعض البرامج والأنشطة، وهو لا يستطيع معهما موازنة أموره ومتابعة دروسه.
وهذه لا شك كفيلة في إشغاله عن تفوقه الدراسي والاستمرار فيه، وفي مثل هذه المشكلة ينبغي توفير الحماية له؛ وذلك بربطه برفقة صالحة طيبة تعينه على أمر دينه ودنياه، وتحفظ له أمره وحتى نقله إلى مدرسة أخرى قد يفيده ذلك، وأما إذا تبين لكم غير ذلك وأنه قد يكون مصاباً بعين، فاستخدموا له الرقية الشرعية إذا لم تعرفوا من عانه؛ لأنه إذا عرف من عانه فالأفضل أن يؤخذ منه سبب، وإلا يرقى (يُقرأ) عليه بعض الآيات والدعوات من قبلك أو من أمه أو من أحد أقاربه، فإذا لم تعرفوا فعليكم بأهل العلم والفضل والصلاح تذهب إليهم، وبرفقته جواب عن سؤال في الرقية، للاستفادة منه.
وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.