المجيب صالح بن عبد الرحمن القاضي- رحمه الله-
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/ الأساليب الصحيحة لتربية الأولاد/مرحلة المراهقة
التاريخ 2/05/1426هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا شاب ملتزم والحمد لله. لكن أختي -وهي مراهقة في الرابعة عشرة من عمرها-تقوم بالعديد من المعاصي، فهي لا تطيع والديَّ، وتكره الصلاة، كما أنها تحب التبرج، وكلما حاولت نصحها لا تعيرني اهتماماً، بل إنها صارت تكرهني، وتتهرب مني. كما أن والديَّ لا يحاولان إرشادها إلى الطريق السوي، بل يكتفيان بضربها أحيانا وزجرها أحياناً أخرى، وكلما حادثت والدتي في هذه المسألة تقول لي: إن أختي لا زالت صغيرة السن، لكني أخاف عليها أن تتعود على المعاصي، حيث يصعب أن تعود إلى الجادة، كما أني مقتنع أن العقيدة الصحيحة يجب أن تغرس منذ الصغر، أرجو أن ترشدوني إلى الصواب.
وجزاكم الله عني خيراً.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولاً: لا تقل أنا شاب ملتزم، بل شاب مستقيم (ولا تقل ملتزم) ؛ لأن الله قال: "فاستقم كما أمرت"، والنبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "قل آمنت بالله ثم استقم"، فأهنئك على الاستقامة، وأسأل الله أن يثبتك على الخير ويحفظك.
ثانياً: أن للمراهقة تعاملاً خاصاً؛ فالمراهق يعيش فترة حرجة تحتاج ممن يعيش معه أن يراعي مشاعر المراهق ويعتني بها، فهو بحاجة إلى الرفق والتشجيع على الأمور الإيجابية، وعدم العقاب الكثير والمستمر على الأمور السلبية.
فإن العتاب يولِّد لديه كراهية المعاتب، والسعي لمعاندته، ولا يساعد على تهذيب سلوكياته. فالذي أوصي به -لإصلاح حال أختك- ما يلي:
(1) تشجيعها والثناء عليها كلما نفَّذت عملاً طيباً، والإكثار من الثناء عليها أمام الآخرين.
(2) غض الطرف عن هفواتها ومخالفاتها، وعدم تصيُّد أخطائها بل الصبر عليها.
(3) إحضار الهدايا لها.
(4) إشراكها في المناقشات، وأخذ رأيها في بعض الأمور.
(5) ذكر أخبار المستقيمات أمامها بطريقة غير مباشرة؛ حتى لا تفهم أنها موجهة إليها.
(6) لا تحاول نصحها أمام أهلها أو أحد منهم، وإن حصل النصح ممن هو أكبر منك؛ فهو أفضل وأكثر تأثيراً، ولكن على ألا يكون دائماً ولا مباشراً باستمرار.
(7) يكلفها الأب والأم بأعمال منزلية، كإصلاح بعض الأطعمة تشجيعاً لها وزرعاً للثقة بها.
وسترون -بإذن الله- تحسناً في أخلاقها، واستفادة من وسائل العلاج هذه، حتى تتخطى هذه المرحلة. والله الموفق.