المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/ الأساليب الصحيحة لتربية الأولاد/مرحلة المراهقة
التاريخ 25/10/1422
السؤال
لدي أخ يصغرني عمره سبع عشرة سنة المشكلة أنه دائم الخروج من المنزل عديم الإحساس بالمسؤولية إذا اجتمع مع أعمامي - وهذا نادرا-، يلزم الصمت وإذا سأله أحد عن أحواله يجيب بصوت منخفض، وهو من النوع الذي يخجل من الصحيح ولا يخجل من الخطأ، وفي البيت دائما يرد على أمي وأبي، ولا يبالي، ولا أنسى أنه قد فعل منكرا ورآه أبي، وأبي - هداه الله - لم يترك أحدا إلا وأبلغه، وهذا أثر في نفسه، أرجو منكم أفيدونا كيف نكسبه ونعطيه الثقة بنفسه ثم بنا؛ لأنه يثق بأصدقائه ولا يثق بنا. ولكم مني جزيل الشكر.
الجواب
أختي الكريمة أشكر لك ثقتك، وأسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق السداد.. أما استشارتك فتعليقي عليها ما يلي:
أولاً- لا شك أن أخاك يعيش مرحلة المراهقة بكل ما يعنيه ذلك - أحياناً - من توتر وقلق وتقلب وتمرد واندفاع وتهور.. وبحث لا يتوقف عن هوية أو شخصية يعتمدها لنفسه ويلتزم بها..!! وأحاسيس ومشاعر داخلية متباينة تختلج في نفسه وتتصارع في أعماقه.. وإن اختلف التعبير عنها بين مراهق وآخر.. وبين بيئة وأخرى!!
ثانياً - فهمنا لواقع المراهق ونفسيته يجعلنا نتعامل معه على هذا الأساس، ولا نستغرب منه بعض التصرفات التي- ربما - بدت لنا غريبة بعض الشيء..!!! ونتغاضى عن بعض هفواته البسيطة، ونشعره بذاته التي قد تتضخم لدى بعض المراهقين بصورة كبيرة ربما أساء التعبير عنها بتمرده ورفضه للتوجيهات وملاسنته لمن هم أكبر منه سناً وقدراً!!
ثالثا- لا يعني ذلك أن جميع المراهقين يتصرفون كذلك.. ولكنهم غالباً يشعرون بمثل ذلك بشكل أو بآخر.. وإن تباينت منهم درجة الإحساس حسب سماتهم الخلقية والخلقية.. وكذلك تباينوا بطرق التعبير عن هذه الأحاسيس حسب بيئاتهم ومحيطهم وسماتهم أيضاً!! إلا أنهم ينطلقون إجمالاً من نفس الأحاسيس والمشاعر بصورة أو بأخرى!!
رابعاً- لقد جانب الوالد - غفر الله له - في هذه النقطة الصواب بإبلاغ الجميع عن الخطأ الذي وقع فيه ابنه؛ لأن هذا أصاب الابن بمقتل إذ أفقده احترامه لذاته أمام الآخرين، وإحساسه بأن نظرات الآخرين تعني فيما تعني تذكيره بما حصل منه في يوم ما..!! ولعل هذا ما يفسر محاولته تجنب أقاربه وعدم التفاعل معهم كما يجب!!
خامساً -أما علاقته القوية بأقرانه وزملائه فهي مفهومة ومعروفة إلى حد كبير.. وهي جزء من طبيعة المراهق ورغبته في البحث عن هويته وإثبات ذاته كما أسلفت ولكن.. ما نوعية هؤلاء الأصدقاء..؟! هذا سؤال هام جداً.. يجب أن تهتموا به كثيراً.. فالمرء من جليسه.. والواجب عليك أو على أحد أقاربه القريبين منه نفسياً الاهتمام بهذا الأمر وتذكيره بأهمية اختيار الرفقة الصالحة ومتابعته بشكل ودي في ذلك؛ لأنكم بذلك تقطعون مسافة كبيرة نحو إصلاحه وحمايته من مواطن الزلل بعد حفظ الله وتوفيقه