المجيب فهد بن أحمد الأحمد
مشرف في وحدة الخدمات الإرشادية بوزارة التربية والتعليم.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/ الأساليب الصحيحة لتربية الأولاد/مرحلة الطفولة
التاريخ 15/2/1425هـ
السؤال
لدي ابن عمره عشر سنوات ومشكلته أنه يكره الصلاة، إذا كان والده موجود فهو يذهب معه إلى المسجد بكل طواعية، المشكلة إذا لم يكن والده موجود فهو يتأفف كثيرا من أداء الصلاة في المنزل، مع العلم أنه لا يوجد مسجد قريب من المنزل وإلا أرسلته إلى المسجد، لكن لبعد المسجد فأنا أخشى عليه، وإذا طلبت منه أداء الصلاة في المنزل يتأفف، وإذا ألححت عليه يصلى أحياناً بلا وضوء ويقول أنا طاهر وهو على غير طهارة، أو يصلى بسرعة ويكثر الحركة فيها ينظر يميناً وشمالاً، ويلاعب أخوه الصغير وهو في الصلاة، حاولت معه بالترغيب مرة والترهيب مرة أخرى ولكن دون فائدة. أرجو مساعدتي وجزاكم الله خيراً.
الجواب
إلى الأخت الكريمة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أشكر لك تواصلك مع موقع الإسلام اليوم عبر البريد الإلكتروني سائلاً الله - تعالى - أن يحفظ لك ذريتك ويجعلهم ذخراً للإسلام والمسلمين ويعينك ووالدهم على تربيتهم التربية الإسلامية.
أختي الفاضلة إن اهتمامك بابنك بالمحافظة على الصلاة لهو شعور طيب وحرص كبير تجاه الأبناء وهذا أمر غفل عنه كثير من الآباء والأمهات أسأل الله -تعالى- أن يكلل جهودك بالخير والبركة.
من خلال قراءتي لاستشارتك فإنك بحاجة ماسة إلى الطريقة التربوية المناسبة للتعامل مع الأطفال؛ لأنه ما يعمله ابنك تجاهك من خلال إهمال الصلاة واللعب فيها إنما هو محاولة جذب الاهتمام والسعي لامتلاك السلطة والسيطرة، واهتمامك بتلك السلوكيات الخاطئة من خلال الصراخ والتهديد قد حققت أمرا خاطئا وهو تشجيعه عل تكرار هذا السلوك في حين يختفي هذا السلوك مع والده؛ لأنه لديه من وسائل الترغيب الكثير التي يحتاجها الطفل فلذلك يستجيب بشكل إيجابي معه.
لذلك سأورد لك بعض الطرق التي أسأل الله أن تكون عونا لتعاملك مع ابنك
أولا: الحرص على الدعاء لابنك بالهداية والصلاح وتحري ذلك في موطن الإجابة كسجود وصلاة الليل وأوقات الإجابة والبعد تماما عن الدعاء عليهم حال الغضب فقد نجد بابا مفتوحا وتكون سببا في شقائهم.
ثانيا: الانتباه إلى كل سلوك إيجابي يحدث من ابنك وتشجيعه لفظيا وماديا" أحسنت بارك الله فيك"، "أنت ممتاز"، "تستاهل هدية" فذلك من شأنه أن يجعل أبنائنا يحرصون على تكرار تلك السلوكيات طالما يجدون الاهتمام والرعاية.
ثالثاً: الحرص على تكليفه بمهام تتناسب مع عمره كتكليفه بشراء حاجات للمنزل لبناء ثقته بنفسه وإشعاره بالمسؤولية.
وهو بحاجة لتلك المهام خاصة وهو مقبل على مرحلة مهمة في حياته.."مرحلة المراهقة" وتغيراتها المختلفة.
رابعاً: وضع استمارة النجوم وهو أسلوب ناجح مع كثير من الأطفال وهي عبارة عن استمارة فيها أيام الأسبوع وكل يوم أمامه خمس خانات مربعة يوضع فيها نجوم. وتكون النجمة مقابل أن يتوضأ ويصلى الصلاة في وقتها سواء كان مع والده في المسجد أو في المنزل.
خامساً: تجاهل أي سلوك سلبي يحدثه ابنك بهدف إثارتك فذلك مدعى لأن ينطفئ هذا السلوك، وفي المقابل احرصي على تشجيع السلوك الإيجابي ولو كان بسيطاً في نظرك فتكراره سيزيد من حجمه شيئاً فشيئاً.
سادساً: التحلي بالصبر وعدم الاستعجال في ظهور النتائج فقد تحتاجين إلى عدة أسابيع لتعديل سلوكه.
حفظ الله لك الذرية والنية إنه جواد كريم.