المجيب مصطفى محمد الأزهري
داعية وباحث إسلامي بوزارة الأوقاف المصرية
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/معاملة الوالدين
التاريخ 15/01/1427هـ
السؤال
اكتشفت أن والدي على علاقة بامرأة متزوجة منذ زمن بعيد، وذلك قبل أن تتوفى أمي، وكعادة جميع الأمهات، فقد كانت أمي -رحمها الله- تعلم ذلك، ولكنها لا تريد أن تفسد حياتها. فوالدي لا يخجل حتى من أن يتحدث مع هذه المرأة على التلفون مع وجودي في البيت، أو حتى أن يتركني وحدي في البيت ليقابلها ويقضي معها اليوم، بينما كانت أمي تجلس مريضة في الغرفة المجاورة له.
وكل ما أتمناه من الله أن يوفقني في إيجاد عمل؛ لكي أستطيع الاعتماد على نفسي ماديًّا، خاصة بعدما فقدت الإحساس بالأمان، فأبي هو المصدر الوحيد لرزقي، وأنا لا أعلم ما يضمره لي. أرجو أن ترشدوني.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأسأل الله تعالى أن يرحم أمك برحمته التي وسعت كل شيء، وأن يجعل ما عانته في حياتها من مرض ونشوز الزوج في ميزان حسناتها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
هناك -للأسف- صنف من الناس تمتد بهم فترة المراهقة امتداداً مزرياً يجعلهم سخرية الزمان؛ فرجل ذو مال وعيال وأسرة مستقرة، ما الذي يدفعه إلى ما ذكرت من انحراف سوى نفس ضعيفة وهوى جامح، لم يردعه رادع من تقوى الله أو حتى كبر سن.. وماذا يملك المرء لمن فقد الحياء وانعدم منه الاستحياء، فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة: إذا لم تستحي فاصنع ماشئت". صحيح البخاري (3484) .
وأمام هذا السلوك الشاذ من والدك -هداه الله- لا أملك لك إلا بعض الوصايا التالية:
* التحلي بالصبر على هذا البلاء.
*النصيحة المباشرة لأبيك، أو عن طريق أحد أفراد العائلة الراشدين، عم أو خال..إلخ.
*بري أباك وأحسني معاملته، فلا يجوز معاملته بالمثل؛ يقول عليه الصلاة والسلام: "أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك". أخرجه الترمذي (1264) ، وغيره.
*اقبلي من أبيك إنفاقه عليكم ولو كان قليلاً، ولا بأس أن تبحثي عن عمل مناسب يكفيك حاجتك.
* لو تقدم لخطبتك شاب صالح فلا تترددي من القبول منه، فقد يخرجك الزواج من كنف أبيك ومن ذكريات محزنة وكئيبة.
* احذري من اليأس من رحمة الله، فليست الدنيا كلها هي "أبوك"، ففي الحياة خير وشر، وتعاسة وسعادة، وحزن وأفراح.
* اشغلي نفسك بأعمال طيبة، ولا تستسلمي لتلك المشكلة، فأكثري من تلاوة القرآن الكريم، وقراءة قصص الأنبياء، وسير الصحابة وحكايات الصالحين؛ ففي كل ذلك سلوى وبشرى وتخفيف من آلامك وجراحاتك.
* أكثري من الدعاء لأبيك بالهداية والتوبة؛ عسى الله أن يتوب عليه وأن يبدل حاله إلى أحسن الأحوال.
* كوني على يقين أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا. أسال الله تعالى أن يهدي أباك، ويرحم أمك، وأن يبدل حزنك فرحاً..