وِسام شرفٍ لأمّ ناجحة..

المجيب د. محمد بن عبد الرحمن السعوي

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/ضعف الوازع الديني

التاريخ 4/6/1424هـ

السؤال

مستشاري الكريم:

أنا لدي عدد من الأولاد والبنات أكبرهم في الجامعة وأصغرهم لم يدخل بعد المرحلة الدراسية.

مشلكتي أن زوجي مدمن على شرب الخمر أمام الأولاد وسيئ الخلق ويمد يده عليَّ بالضرب المبرح الذي طالما عانيت منه ... لقد قابلت كل ذلك العذاب بالصبر والاحتساب من أجل أبنائي وليس لأي شيء آخر، وبالفعل تعبت معهم حتى أصبحوا طلاباً ناجحين بل ومن الأوائل في الدراسة وبناتي حفظن القرآن كاملاً والحمد لله كثيراً.

المشكلة الحاضرة والتي فجرت الموضوع هي حينما منعني زوجي والأولاد من الذهاب إلى إحدى المناسبات الخاصة وهدد بالطلاق مما جعلني أغضب وأذهب إلى بيت أهلي حيث أوصلني ابني وبالفعل ارتحت واستقرت نفسي حيث لم أعد اتحمل هذا العذاب المستمر منه..

جميع أولادي يعذروني ويعرفون شدة معاناتي مع هذا الزوج القاسي وأنا والله حائرة جداً هل أستمر في طلب الطلاق وأترك الأولاد أم أعود إلى بيتي وأظلم نفسي بالصبر مع هذا الرجل، أشيروا عليَّ جزاكم الله خيراً.

الجواب

الأخت الكريمة ...

شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع " الإسلام اليوم"

اسمحي لي أن أرفع لجانبك كامل التقدير والاحترام وأن أعلنها صراحة بأنك زلزلت بعض القناعات التي كانت لدي في مثل حالتك وظروفك، إنك امرأة عظيمة بحق وتستحقين والله أعلى الأوسمة الشرفية في تربية الأبناء والصبر والنجاح الباهر والقدرة على تخطي الحواجز والعقبات مهما كانت كبيرة وعظيمة.

قبل قرائتي لحالتك كنت لا أتردد بنصح من هي في مثل حالتك وتحت زوج سكير بأن ينجين بأنفسهن من العذاب الذي يتعرضن له صباح مساء، خاصة ممن يكون سكرهم شديداً على أسرهم حتى إنه ليتحول إلى جحيم لا يطاق جراء ما يتعرضون له من الضرب والتنكيل والعذاب المستمر من هذا الأب وهذا الزوج الذي يتحول إلى وحش كاسر حالما يغيب عنه عقله وتفتك به خمرته.. ولكني الآن وبكل صراحة سوف أنتظر قليلاً وأتريث قبل إسداء مثل هذا النصح.

أنت أختي الكريمة من المفترض أن تكوني أنموذجاً ومثالاً يحتذى للأم الصابرة، للأم المكافحة، للأم القوية، للأم المربية، إنك والله مصداق لما كناَّ دائماً نردّده من أن التربية والنجاح فيها يحتاج إلى عاملين أساسيين لا بد للآباء والأمهات من الأخذ بهما سوياً وهما أولاً سؤال الله دائماً والإلحاح عليه بالدعاء المستمر بأن يصلح الأولاد، وأن يجعلهم هداة مهتدين، وأن ينبتهم النبات الحسن، وأن يعيذهم من الشيطان الرجيم، والأساس الثاني هو ترجمة هذا الدعاء إلى أخذٍ بالأسباب من العمل المتواصل والجهد المستمر مع الأبناء في تربيتهم التربية المستقيمة بأركانها وأبعادها المختلفة الروحية، والخلقية، والغذائية، والعقلية، والدينية، والتعليمية، وغير ذلك من الأمور المتعلقة بهم هذان الأساسان والركيزتان هما في ظني سر نجاحك في قدرتك على تخطي عقبة ذلك الأب المنحرف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015