المجيب د. محمد بن سريّع السريّع
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ السيرة والتاريخ والتراجم/التاريخ: حوادث وعبر
التاريخ 06/07/1425هـ
السؤال
أعجب عندما يجمع المفسرون على أن حوت موسى في سورة الكهف هو سمكة مملحة، مع أن النص وسياقه يرفضان مثل هذه الأقوال، والأولى أن يقال: إن حوت موسى هو سفينة في شكل الحوت؛ لأن المعجزة هنا مرفوضة في هذا المكان وهذا التوقيت، حيث إن أول وأهم شرط للمعجزة هو: وجود الجمهور، ولا يوجد جمهور في قصة موسى - عليه السلام- والفتى، فهل يوجد من المفسرين في هذا الموقع من يتفق معي؟ وشكراً لكم.
الجواب
الحمد لله وبعد
فما قاله الأخ في تفسير الآية غير صحيح؛ وذلك أن القرآن نزل بلسان عربي مبين، والحوت في لغة العرب كلمة معروفة تطلق على السمك ولا تطلق على المراكب والسفن، ولا يجوز تفسير القرآن إلا بما ورد عن الله -تعالى- وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم- أو عن الصحابة -رضي الله عنهم- أو بما يتفق مع لغة العرب، ومما يشهد لهذا التفسير -وهو أن الحوت بمعنى السمكة - ما جاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم حين ذكر قصة موسى -عليه السلام - مع الخضر وفيه أن موسى -عليه السلام - أخذ حوتاً وجعله في مكتل انظر ما رواه البخاري (122) ، ومسلم (2380) من حديث أبي بن كعب -رضي الله عنه-، والمكتل هو الزنبيل، فهذا نص صريح أن الحوت هو المعروف في لغة العرب, وهل يمكن أن يجعل المركب في مكتل؟
ثم إن هذه الآية جعلها الله لموسى -عليه السلام- وليس من شرطها - كما ذكر الأخ الفاضل - أن يوجد الجمهور إذا كانت الآية مسوقة لإثبات النبوة، وصدق الرسول وإقامة الحجة على الأقوام. والله أعلم.