وفي إسناده محمد بن يزيد بن خنيس - الراوي عن ابن أبي رواد - قال عنه أبو حاتم الرازي لما سئل: كان شيخاً صالحاً، كتبنا عنه بمكة، وكان ممتنعاً من التحديث، أدخلنا عليه ابنه، قال ابن أبي حاتم، فقيل لأبي فما قولك فيه؟ قال: ثقة ـ كما في الجرح 8/127 - وقال ابن حبان: كان من خير الناس، ربما أخطأ، يجب أن يعتبر بحديثه، إذا بيّن السماع في خبره - كما في (تهذيب الكمال 27/17) وهو هنا لم يبين السماع بل قال: قال عبد العزيز بن أبي روّاد. وقال الذهبي: "هو وسط" كما في (الميزان 4/68) .
وفي الإسناد أيضاً ابن أبي روّاد، وهو صدوق عابد ربما وهم ـ كما في التقريب (357) ، وهو مع هذا تفرّد به عن نافع، إذْ لم أقف على من تابعه، وقد تكلم فيه بعض النقاد بخصوص روايته عن نافع، فقال ابن حبان في (المجروحين 2/136) : " وكان ممن غلب عليه التقشف حتى كان لا يدري ما يحدث به، فروى عن نافع أشياء، لا يشكّ مَن الحديثُ صناعته إذا سمعها، أنها موضوعة، كان يحدث بها توهماً لا تعمداً.. "، ثم ذكر ابن حبان بعد ذلك أنه روى نسخة موضوعة لا يحل ذكرها إلاّ على سبيل الاعتبار.
3 - عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أفطر قال: بسم الله، اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت ".
أخرجه الطبراني في (الأوسط 7/347) ح (7549) ، وفي (الصغير 2/51) من طريق داود بن الزبرقان، عن شعبة، عن ثابت، عن أنس فذكره.
وفي الإسناد علتان وهما:
الأولى: داود بن الزبرقان، وهو متروك الحديث، كما في التقريب (198) .
الثانية: أنه على ضعفه الشديد، تفرد به عن شعبة، كما قاله الطبراني في الموضعين السابقين، ولذلك قال ابن حجر في (التلخيص 2/202) : " بسند ضعيف " اهـ، وهو دون ذلك بكثير، والله أعلم.