4 - عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أفطر قال:" لك صمت وعلى رزقك أفطرت، فتقبل مني إنك أنت السميع العليم ".
أخرجه الطبراني في (الكبير 12/146) ح (12720) ،و (الدارقطني 2/147) ح (2257) من طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس.
وعبد الملك هذا قال عنه ابن معين والأزدي: كذاب، وقال أبو حاتم: متروك ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يضع الحديث، كما في (الميزان 2/666) .
وفي الباب أيضاً آثار عن بعض السلف في الدعاء عند الصوم ومنها:
أثر الربيع بن خثيم، وهو ثقة عابد مخضرم ـ كما في التقريب (206) ـ فقد كان يقول: " الحمد لله الذي أعانني فصمت، ورزقني فأفطرت ".
أخرجه ابن فضيل في كتاب "الدعاء" (238) رقم (67) ، وعنه ابن أبي شيبة (2/344) ح (9744) عن حصين بن عبد الرحمن السلمي قال: كان الربيع بن خثيم يقول: فذكره. والله أعلم.
وبعد: فإن هذه الأحاديث ـ كما يلاحظ القارئ الفاضل ـ منها ما ضعفه يسير، بل حسّنه بعض أهل العلم، ومنها ما هو دون ذلك، ومجموعها مع اختلاف مخارجها، يدل -بلا ريب- مع دلالة القرآن كما سيأتي على مشروعية الدعاء في هذه المواطن الشريفة.
والدعاء -كما هو معلوم- مشروع في كل وقت، فكيف بالأزمنة والأمكنة الفاضلة؟ هي بلا شك أولى وأحرى؛ لكونها مظنة الإجابة.
ولله درّ الحافظ ابن كثير -رحمه الله- حين قال عند تفسير قوله -تعالى-: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان " [البقرة: 186]ـ (1/208) :
" وفي ذكره -تعالى- هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام، إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، بل وعند كل فطر، كما رواه الإمام أبو داود الطيالسي في مسنده ... " ثم ذكر جملة من الأحاديث السابقة.