لكن يوم القيامة يأتي إليه الناس ويسألونه أن يشفع لهم بعد أن يمروا على آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى - عليهم السلام- فيعتذرون عن التقدم إلى الله بالشفاعة، فيقوم صلى الله عليه وسلم فيقول: أنا لها، فيأتي ربه، فإذا رآه خرَّ ساجدًا، فيفتح الله عليه بمحامد، ثم يقال له: ارفع رأسك، وسل تعط واشفع تشفع ويشفع في أهل الموقف أن يقضي الله بينهم، وهذا هو المقام المحمود الذي وعده الله به في قوله: "عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً" [الإسراء: 79] .
ومن يأتِ إلى قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو إلى قبر غيره من الصالحين يسأله الشفاعة في شيء من أمر الدنيا أو الآخرة، فهو مبتدع ضال، أو مشرك، وهو متبع غير سبيل المؤمنين.
فسبيل المؤمنين هو ما كان عليه الصحابة -رضي الله عنهم-، وكل ما خالف ما كانوا عليه في أمر الدين فهو بدعة وضلال. نسأل الله أن يبصرنا وأن يعصمنا من الضلالة بمنه وكرمه، والله أعلم.