المجيب عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
العقائد والمذاهب الفكرية/التوسل وأنواعه
التاريخ 23/03/1426هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وردني قبل أيام نص دعاء من أحد أصدقائي, وجدت في بعضه ما لا يتوافق وسنة نبينا أن ندعو بجاه محمد-صلى الله عليه وسلم- وغيره، ونص الدعاء -الذي أعتقد أنه خطأ- هو: اللهم صلِّ صلاة كاملة، وسلِّم سلاماً كاملاً على سيدنا محمد, الذي تنحل به العقد، وتنفرج به الكرب، وتقضى به الحوائج، وتنال به الرغائب وحسن الخواتيم، ويستسقى بوجهه الكريم، وعلى آله وصحبه في كل لمحة ونفس، بعدد كل معدود لك. وهل يجوز لنا أن ندعو بهذه الطريقة؟ مع اعتقادي بحرمتها، وأن الله يقضي حوائجنا برحمته، مع علمنا بعظم قدر نبينا، ولكن الله يمن علينا برحمته، دون شفيع يقربنا إليه.
الجواب
الحمد لله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذا الدعاء من أدعية الصوفية الذين يغلون في النبي -صلى الله عليه وسلم- ويخترعون أدعية وصلوات على الرسول -عليه الصلاة والسلام- فيها غلو ومبالغة وتنطع ظاهر قد يصل إلى الشرك الأكبر، ثم يجعلون هذه الصلوات التي اخترعوها ورداً يرددونه في الصباح والمساء، وقد يفضلونها على تلاوة القرآن، ثم من تعظيمهم لهذه الصلوات التي اخترعها بعض شيوخهم أن يجعلوا لها من الفضائل ما يقتضي أنها أفضل من تلاوة القرآن، وينسبون كل دعاء من هذه الأوراد إلى من اخترعها، فيقول: هذه صلاة فلان وصلاة فلان من شيوخ الصوفية ورؤوس البدعة.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- علَّم أصحابه كيف يصلون عليه، حين قالوا له: يا رسول الله: عَلِمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا؟ فقال: قولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد.. إلى آخره. صحيح البخاري (3370) ، وصحيح مسلم (405) .