المجيب عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
العقائد والمذاهب الفكرية/التوسل وأنواعه
التاريخ 13/02/1426هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يرجى بيان مدى جواز سؤال المسلم للرسول -عليه الصلاة والسلام- الشفاعة، كأن يقول: (اشفع لي يا رسول الله عند الله) ، وذلك حين استشعاره بأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- يعرض عليه أعمال الأمة من قول أو فعل, مع إيمانه بأن الشفاعة تكون بإذن الله؟.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو سيد الشفعاء، وهو أول شافع وأول مشفع يوم القيامة، وكان عليه الصلاة والسلام يسأله الصحابة -رضي الله عنهم- الدعاء كما قال عكاشة بن محصن -في حديث السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب-: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: "أنت منهم".صحيح البخاري (6541) ، وصحيح مسلم (220) .
وكما كان الصحابة-رضي الله عنهم- إذا أجدبوا سألوه أن يستسقي لهم، كما قال أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه-: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. فيسقون. صحيح البخاري (1010) . هذا في حياته صلى الله عليه وسلم.
فتبين من هذا الأثر الصحيح أن الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يتوسلون بالنبي-صلى الله عليه وسلم- يعني يسألونه أن يدعو الله لهم في حياته، ولما مات عدلوا عن ذلك، ولم يأت أحد منهم يسأله الدعاء، بل عدلوا إلى التوسل بدعاء العباس-رضي الله عنه-.
وعلم بذلك أن سؤال النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد موته الشفاعة في أمر خاص أو عام غير مشروع، بل هو بدعة في الدين، وهو حرام؛ لأنه وسيلة قريبة إلى الشرك، وليس في الكتاب ولا في السنة ما يدل على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو لأحد وهو في قبره.