المجيب خالد بن حسين بن عبد الرحمن
باحث شرعي.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الحسد والعين
التاريخ 9/1/1425هـ
السؤال
ما هو علاج الحسد؟.
الجواب
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على الهادي البشير، والسراج المنير، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
إلى الأخ السائل: - سلمه الله تعالى- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الكريم: لقد سرني جداً سؤالك، على الرغم من إيجازه، لكنه موضوع من الأهمية بمكان، وجدير بالاعتناء، وقد كثرت الكتابة فيه؛ وذلك لأنه تفشى في المجتمع بصورة رهيبة تدعو لوقفة جادة لعلاج هذا الداء العضال.
فالحسد داء عضال، وخصلة ذميمة تفتك بالمجتمعات والأفراد، بل والشعوب على حد سواء، فالمجتمع الذي تسود فيه هذه الصفة الدنيئة مجتمع ينعدم فيه التعاون والحب، ويسري فيه الأمراض الفتاكة، كمرض الشحناء والكره، والفرقة، والتباغض، وغيرها من الأمراض التي تفتك بكيان الأمة كلها.
تعريف الحسد لغة واصطلاحاً:
فالحسد كما عرفه علماء اللغة: هو أن يرى المرء لأخيه نعمة، فيتمنى زوالها عنه، وتكون له من دونه.
وقد عرف علماء الشريعة الحسد بتعريفات عدة، كلها تدور في فلك واحد، ألا وهو تمني زوال النعمة من الغير، قال الإمام النووي - رحمه الله تعالى-: الحسد هو تمني زوال النعمة عن صاحبها، سواء كانت نعمة دين أو دنيا) ا. هـ.
وقال الإمام الغزالي - رحمه الله تعالى-: (أما الحسد عند علماء الشريعة فحده كراهية النعمة، وحب زوالها عن المنعم عليه) ، ا. هـ.
وقال الإمام ابن الجوزي - رحمه الله تعالى-: (الحسد: هو تمني زوال نعمة المحسود، وإن لم يصل للحاسد مثلها) ا. هـ.
أدلة الحسد من الكتاب والسنة:
والحسد حقيقة واقعة، وأدلة وجوده قاطعة، وهي كثيرة في كتاب ربنا وسنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم- فمن ذلك: قوله -تعالى-: "أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله" [النساء: 54] .
وقال -تعالى-: "ومن شر حاسد إذا حسد" [الفلق:5] ، وقال -تعالى-: "فسيقولون بل تحسدوننا" [الفتح:15] ، وكذلك قصة يوسف عليه السلام مع أخوته مشهورة في هذا الباب، عن أبي هريرة -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إياكم والحسد؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب" رواه أبو داود (4903) وعن بن الزبير بن العوام -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء" رواه الترمذي (2510) .
ولذلك حذرنا النبي - صلى الله عليه وسلم- من الحسد؛ وذلك لخطره وسوء عاقبته في الدنيا والآخرة.
فعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم، أن يهجر أخاه فوق ثلاث" متفق عليه عند البخاري (6065) ، ومسلم (2559) .
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "لا يجتمعان في قلب عبد الإيمان والحسد" رواه النسائي (3109) .