بمعناها، وقيل: معنى قوله (لكم دينكم ولي دين) أي جزاء أعمالكم
وجزاء عملي، وهذا لا ينسخ. وذهب جماعة إلى أنها منسوخة بآية السيف.
صار مَتْلوَّا في السور الأربع لأنها نزلت جواباً.
قوله: (لا أعبد ما تعبدون) ، أكثر المفسرون القول في تكرار
هذه الآيات وقيل: التكرار تأكيد يحسم أطماعهم من عبادته آلهتهم، وقيل:
لأن - القوم كرروا فيه مقالهم كرة بعد كرة. وقيل: الأول في سنة والثاني في سنة، لأنهم قالوا نعبد إلهك سنة وتعبد آلهتنا سنة، وقيل: بين نزوليهما
زمان، فصار كتكرار القصص في سائر القرآن. وقيل: الأول للحال والثاني
للماضي. وقيل الأول للحال والثاني للاستقبال، وقيل: الأول عبادة التوحيد والثاني عبادة الطاعة. وقيل: "مَا" في الأول بمعنى الذي والثاني بمعنى
المصدر، أي لا معبوداً واحد ولا عبادتنا واحدة. هذا هو المليح من الأقوال.
وقيل: الأول لفظ الفعل، والفعل يدل على جزء من الزمان، وذكر الباقي
بلفظ الاسم ليعم الأزمة كلها.
الغريب: في هذا التكرار اختصار وإيجاز هو الإعجاز، لأنه سبحانه
نفى عن النبي - عليه السلام - عبادة الأصنام في الماضي والحال والاستقبال، ونفى عن الكفار المذكورين عبادة الله في الأزمة الثلاثة، فكان القياس
يقتضي تكرار هذه اللفظة ست مرات بذكر لفظي الزمان الموجود، وهو
الحال، وكان أولى بذكر لوجوده، واقتصر من الماضي على المسند إليهم.
وهو قوله (ولا أنا عابد ما عدتم) ، واقتصر من المستقبل على المسند
إليه، وهو قوله: (ولا أنتم عابدون ما أعبد) ، واسم الفاعل في الأول
بمعنى الحال، والثاني بمعنى الماضي، والثالث بمعنى الاستقبال.
قوله، (لَكم دينكم) ، الكفر. (ولي دين) الإسلام. و "مَا" في
الآيتين بمعنى "من" وذكر بلفظ "مَا" للتقابل والازدواج.