روي عن النبي - عليه السلام - أنه قال: "نابذوا عند الموت، فقالوا: يا رسول الله، كيف ننابذ؟ ، قال. اقرؤوا قل يا أيها الكافرون ".
وروي أن ابن مسعود دخل المسجد، والنبي - عليه السلام - جالس، فشرع في الصلاة، فقال له: " يا بن مسعود نابذ، فقرأ (قل يا أيها الكافرون) . ثم قال له في الركعة الثانية: أخلص، فقرأ (قل هو الله أحد) ، فلما سلم قال: يا ابن مسعود: سل تجب".
وفي الحديث أن هاتين السورتين يقال لهما المقشقشتان. أي تبريان
من الشرك والذنوب، ومن قولهم: تقشقش المريض إذا صح. وهذه السورة
نزلت في قوم بأعيانهم منهم الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود
ابن المطلب، جاؤوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، فأنزل الله هذه السورة، ونفى عنه عبادة الأصنام في الحال والمآل.
وعنهم عبادة الله في الحال والمآل، فكان كما أخبر، لأنهم ماتوا على الكفر.
فصارت إحدى معجزات النبي - عليه السلام -، ومثله في البقرة "سواء
عليهم" نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته أعلمه الله أنهم لا يؤمنون.
فكان كما أعلم، وقيل: هو عام لجميع الكفار، وفيه معنى الشرط، أي إن
عبدتم الله بشرط أن أعبد آلهتكم فلم تعبدوه، لأني لا أعبدها أبدا. وعلى
هذين القولين لا تكون السورة منسوخة.
الغريب: لا يجوز نسخها لأنها خبر، والنسخ يرد على الأمر والنهي وما