أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21)
قوله: (أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)
في محل نصب، بالحسنات.
جملة من مبتدأ وخبر، وموضعها نصب، لأنها خبر نجعل، وقوله: (كالذين آمنوا) حال من الضمير المنصوب في نجعلهم، والعامل في الحال "نجعل"
وقرىء (سواءً) بالنصب، فيجوز أن يكون حالاً، (كالذين آمنوا) .
المفعول الثاني لجعل، ويجوز أن يكون المفعول الثاني لجعل، كالذين آمنوا
حال.
وارتفع "محياهم ومماتهم" بقوله "سواء"، فإنه في معنى مستوي.
وفيه بعد، لأنه ليس باسم الفاعل، ولا بالصفة المشبهة باسم الفاعل فيعمل
عمل الفعل، بل هو مشبه بقولهم: مررت برجل مائة إبلِه، وبرجل خير منه
أخوه، وقرىء في الشاذ، ومماتَهم - بالنصب -، فيحمل أن يكون "محياهم
ومماتهم" ظرفين.
قال الشيخ الإمام: ويحتمل أن يكون بدلا من الضمير في
نجعلهم، والتقدير، فجعل معنى وممات الكفار محيى وممات المؤمنين.
فحذف الثاني وقرىء أيضاً في الشاذ، ومماتهم - بالجر - فيكون التقدير.
كالأول، لكن حذف الأول، والضمير في "محياهم ومماتهم"، في الجر
للمؤمنين خاصة، ومع النصب للكافرين خاصة، وفي الرفع، قال الشيخ
الإمام: يحتمل الوجهين، ويحتمل العموم في القبيلين، وكذلك إذا نصبت
على الظرف.
الغريب: قد تم الكلام على قوله: (الصالحات) ثم استأنف.
فقال: سواء محياهم ومماتهم، أي محياهم سواء ومماتهم كذلك.
قوله: (ساء ما يحكمون)
إنْ جَعَلتَ، "مَا" موصولا "ويحكمون " صلته فمحله رفع اسم "مَا"، وإن جعلته نكرة و"يحكمون" صفته، فمحله