أحداً مخلداً فيها. فدار المقامة والخلود والنعيم المقيم الأبدي السرمدي أمامهم إن أطاعوه.

وأخبرهم بعاقبة من أثاروا الأرض وعمروها والذين قالوا: (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً) [فصلت: 15]، والذين أقسموا ما لهم من زوال. والذين (وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ) [الحجر: 82] وقال سبحانه: (نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا) [مريم: 40] وقال تعالى: (وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً) [الكهف: 8] بعد أن قال سبحانه: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) [الكهف: 7] فقد أخبر بالحكمة من وجودها وأخبر بنهايتها.

والقرآن مليء من ذم الدنيا وعمارتها وذكر عاقبة من اغتر بها.

فالنبي صلى الله عليه وسلم غضب لما رأى بناء مشيداً متميزاً عن بيوت الأنصار رضي الله عنهم. وهو قبة مشرفة من الطين وأهل وقتنا كثير منهم لا يرضون استعمالها ولا حتى للبهائم.

أو يظن الظان أن ما خوطب به الصحابة رضي الله عنهم يخصهم دون الأمة بعدهم؟ وهو صلى الله عليه وسلم قد أمر الأمة كلها بلزوم هديه وهدي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015