من ذا يتم له سرور ... ما نحن فيه هو الغرور
كم من حبيب قد خلت ... منه المنازل والقصور
يا ابن التراب خُلقتَ منه ... وأنت مختال فخور
يا ناسي الأخرى غداً ... تُبْدي سرائرها الستور
أين القرون السالفات ... أتت عليهن الدهور
قال يحيى بن معاذ الرازي: الدنيا خراب وأخربُ منها قلب من يعمرها. والآخرة دار عمران وأعمرُ منها قلب من يطلبها.
نادت بوشك رحيك الأيام ... أفلست تسمع أم بك استصمام
ومضى أمامك من رأيت وأنت للـ ... باقين حتى يلحقوك إمام
مالي أراك كأن عينك لا ترى ... عبراً تمرّ كأنهن سهام
تأتي الخطوب وأنت منتبهٌ لها ... فإذا مضت فكأنها سهام
ما زخرف الدنيا وزبرجُ أهلها ... إلا غرور كله وحطام
ولرُبّ ذو فرش ممهدة له ... أمسى عليه من التراب ركام
ولَكَمْ رأيت محلة أقوت وكم ... جدث رأيت تلوح منه عظام
والموت يعمل والعيون قريرة ... تلهو وتعبث بالمنى وتنام
فالحمد لله الذي هو دائم ... أبداً وليس لما سواه دَوام
والحمد لله الذي لجلاله ... ولِحِلْمه تتصاغر الأحلام
والحمد لله هو لم يزل ... لا تستقل بعلمه الأوهام
سبحانه ملكٌ تعالى جدّه ... ولوجهه الإجلال والإكرام
وصلى الله وسلم على نبينا محمد