وقد قال صلى الله عليه وسلم "ليس لي أو لنبي أن يدخل بيتاً مزوّقاً" أخرجه أبو داود وابن ماجه وأحمد في المسند.
فالنبي صلى الله عليه وسلم شفيق على أمته رحيم بهم وقد بعثه الله عز وجل يحذرهم الدنيا والركون إليها والاطمئنان بها لأنها دار نقلة ودار فناء وزوال ليست دار إقامة وبقاء وأنزل عليه سبحانه قوله: (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [البقرة: 212]. فهي إنما زينت للكافرين لا للمؤمنين والمزين لها هو الشيطان. مثل قوله تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ) [آل عمران: 14] الآية ومثل قوله تعالى: (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً) [فاطر:8] كل هذا الفاعل فيه محذوف وهو الشيطان.
فالنبي صلى الله عليه وسلم خاف على أمته الشيطان الغرور أن يغرّ أمته فيركنوا إلى دار الغرور.
وأخبرهم أن لهم داراً غير هذه إنما خلقوا لها ولم يخلقوا لهذه الفانية والتي أعمارهم فيها قصيرة يقطعها عليهم الموت الذي لا يترك