أصحابه ونهى عن الإحداث وكفأ الدنيا وما أقام لها وزناً وحذر عنها غاية التحذير وخافها على أمته من بعده. وقد وقع المحذور.
وفعله صلى الله عليه وسلم هذا غاية الشفقة والرحمة والنصح لأمته لئلا يغرهم الشيطان فيخلدوا إلى دار الغرور كالذين من قبله ممن حلّت بهم المثلات.
وانظر ما فعل هذا الأنصاري رضي الله عنه من اغتمامه لإعراض نبيه عنه وبحثه عن السبب وسمعه وطاعته وسهولة قياده يتبين لك بعض أحوال الصحابة رضي الله عنهم.
ولأن الدنيا ليست بدار إقامة فقد نبّه لذلك صلى الله عليه وسلم أمته وحذرهم من الركون إليها فعن ابن عمر قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوبي أو ببعض جسدي فقال: "يا عبد الله كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعد نفسك من أهل القبور".
قال مجاهد: وقال لي عبد الله: يا مجاهد إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح وخذ من حياتك قبل موتك ومن صحتك قبل سقمك فإنك لا تدري يا عبد الله ما اسمك غداً ..