وفي "الأدب المفرد" قال عبد الله الرومي: دخلت على أم طلق فقلت: ما أقصر سقف بيتك هذا. قالت: يا بني إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى عماله: أن لا تطيلوا بنائكم فإنه من شر أيامكم.

ألا أيها الباني لغير بلاغه ... ألا خراب الدهر أصبحت بانيا

ألا لزوال العمر أصبحت بانياً ... وأصبحت مختالاً فخوراً مباهياً

كأنك قد وليت عن كل ما ترى ... وخلّفت من خلّفته عنك ساليا

كان لأبي وائل بيت من قصب يكون هو وفرسه فيه فإذا غزا نقضه وتصدق بقصبه وإذا رجع أنشأ بناءه.

وفي الحلية 7/ 304 قال سفييان بن عيينة: بلغ عمر بن الخطاب أن رجلاً بنى بالآجر فقال: ما كنت أحسب أن في هذه الأمة مثل فرعون. قال: يريد قوله: "ابن لي صرحاً" و"أوقد لي يا هامان على الطين"

فما صرفت كفّ المنيّة إذ أتت ... مبادرة تهوي إليه الذخائر

ولا دفعت عنه الحصون التي بنى ... وحفّ بها أنهاره والدساكر

قال أبو الدرداء رضي الله عنه: أمّلوا بعيداً وبنوا شديداً فأصبح أملهم غروراً. وأصبح جمعهم بوراً. وأصبحت بيوتهم قبوراً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015