عز وجل به وأعزكم يخرج من الدنيا على ما ترون .. من كتاب الزهد للإمام أحمد ص6.
ما لنفسي عن معادي غفلت ... أتُراها نسيت ما فعلت
أيها المغرور في لهو الهوى ... كل نفس سترى ما عملت
أفّ للدنيا فكم تخدعنا ... كم عزيز في هواها خَذَلت
رُبّ ريح بأناس عصفت ... ثم ما إن لبثت أن سكنت
وكذا الدهر في تصريفه ... قدَمٌ زلّت وأخرى ثبتت
ويد الأيام من عاداتها ... أنها مفسدة ما أصلحت
أين من أصبح في غفلته ... في سرور ومرادات خلت
أصبحت آماله قد خسرت ... وديار لهوه قد خربت
فغدت أمواله قد فُرِّقت ... وكأن داره ما سكنت
جُزْ على الدار بقلب حاضر ... ثم قل يا دار ماذا فعلت
أوجهٌ كانت بدوراً طُلعاً ... وشموساً طالما قد أشرقت
قالت الدار تفانَوْا فمضوا ... وكذا كل مقيم إن ثبت
عاينوا أفعالهم في تربهم ... فاسأل الأجداث عما اسْتُودعت
كل نفس سوف تلقى فعلها ... ويح نفس بهواها شُغِلت
إنما الدنيا كظل زائل ... أو كأحلام منام ذهبت