قال أبو البقاء: (أن يلبس) مفعول (ترك)، أي: ترك لبس صالح الثياب، وهو يقدر جملة في موضع الحال، و (تواضعًا) يجوز أن يكون مفعولاً له، للتواضع، وأن يكون مصدرًا في وضع الحال، أي: متواضعًا.
قال أبو البقاء: (الجفاء) في الأصل مصدر وهو هنا مبتدأ، و (كل الجفاء) توكيد، و (الكفر والنفاق) معطوفان على الجفاء، و (من سمع) خبر المبتدأ، ولا بد فيه من حذف مضاف، أي: إعراض من سمع، لأن (مَنْ) جثّة بمعنى شخص أو إنسان والجفاء ليس بالإنسان، والخبر يجب أن يكون هو المبتدأ في المعنى والإعراض جفاء.
قال الحافظ زين الدين العراقي: المشهور في رواية هذا الحديث (اتّخذ) على بنائه للمفعول، بضم التاء وكسر الخاء بمعنى أنه يُجعل جسرًا على طريق جهنم ليوطأ ويُتَخطّى كما تخطى رقاب الناس. ويجوز أن يكون على البناء للفاعل. والأول أظهر وأوفق للرواية.