بالهاء في آخرهما، وهي هيهات المذكورة في قوله تعالى: (هيهات هيهات لما توعدون) [المؤمنون: 36] وأبدلت الهاء همزة، ومعناها البعد، والهاء في آخرها للوقف، وقيل: هي مركبة من هي للتأسف، وهاه للتأوه، فقلبت الهاء في الأصول تاء ثم حكرت بالفتح والضم والكسر، وهي اسم من أسماء الأفعال فتارة تقدر ببعد، كما قيل قول الشارع:
فهيهات هيهات العقيق وأهله
أي: بعد العقيق وأهله، وتارة تقدر: ببعد، الذي هو المصدر كما قيل في قوله تعالى: (هيهات هيهات لما توعدون) أي: بعدًا بعدًا للذي توعدون. انتهى.
وقوله: كان من أمره ديت ديت.
قال النووي: قال أهل اللغة: هو بمعنى كيت وكيت، وكذا وكذا.
وقال القرطبي: كيت وكيت، كلمة يعبر بها عن الجمل الكثيرة والحديث عن الأمر الطويل، ومثلها: ذيت وذيت.
قال ثعلب: كان من الأمر كيت وكيت، وكان من فلان ذيت وذيت، فكيت كناية عن الأفعال، وذيت إخبار عن الأسماء.