العموم فإن معنى قوله (أعدلا بني مروان) أفعل التفضيل عليهم لأن المروانية كلهم جَوَرة، لكن التعريف أنه من بني مروان (كأنه قال: الأشج أعدل الناس، وهذا الأعدل من بني مروان) والاحتمال الأول أولى، وعليه يحمل كل ما جاء في وصف الباري تعالى من نحو: أكبر وأعلم، لأنه لا ينبغي أن يتوهم في وصفه المبارك المشارك.

قال في "النهاية" و"الغريبين": إن الراء في (أكبر) ساكنة في الأذان، والصلاة، كما سمع موقوفًا غير معرب في مقاطعة كقولهم: حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح، والمعنى هلموا إليها وأقبلوا وتعالوا مسرعين، ولما كان (حيّ) بمعنى أقبل عدّي، فإن "أقبل" يعدى بعلى، يقال (أقبل) عليه بوجهه. وقال تعالى: (وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون) [يوسف: 71]، قال: وقوله: إذا قال المؤدن: الله أكبر، إذا شرطية.

وقوله: فقال أحدكم: الله أكبر. عطف على الشرطية، وجزاء الشرط قوله آخر الحديث: دخل الجنة.

وقوله: ثم قال حي على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله .. إلخ، والمعطوفات بثم مقدرات بحرف الشرط والفاء، ويجوز أن يكون (فقال): جوابًا لشرط. وكذا قال في المعطوفات. وإنما وضع الماضي موضع المستقبل لتحقيق الموعود. انتهى.

مسند عمران بن حصين رضي الله عنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015