وشذَّ نحو قولهم أبيضُ من ... كذا وشبهه بتأويلٍ قَمِنْ
انتهى.
وقال الأندلسي في "شرح المفصل": لا يجوز بناء أفْعَل من الألوان، لأنّ فعلها على أكثر من ثلاثة أحرف نحو: أبيض وأحمر، وقال الكوفيون: يجوز في البياض والسواد، لأنهما أصلا الألوان وقد جاء في الشعر في قوله:
أبيضُ من أختِ بني إباضِ
وقوله:
فأنت أبيضُهم سِرْبالَ طَبّاخِ
وهذا ضعيف. أمّا جعل البياض والسواد أصلين –فدعوى لا دليل عليها، ولو سلم ذلك، فلا يلزم منه جواز ذلك فيهم، وأمّا ما جاء في الشعر فمؤول إما بأنّ معنى (من) فيها الصفة، ولا يراد بأفعل فيه المبالغة. وكان بعض المتأخرين يقول: إن (أبيض) هنا هي الصفة التي يوصف بها في قولك: ثوب أبيض. انتهى.
وقد ورد في كثير من طرق الحديث بلفظ: (ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل). وبهذا يعرف أن الأول من تصرف الرواة.