هنا بمعنى لم، كما قال (فلا صدّق ولا صلّى) [القيامة: 31].
قال الطيبي: (عيدًا) منصوب بفعل مضمر يفسره ما بعده أي، جعله عيدًا.
قال ابن مالك في "شرح الكافية": ظاهره أنّ فيه شذوذًا، إذ كان حقه لكونه من باب أفعل المبني للفاعل، أن يقال فيه: أشدّ بياضًا، فإن حُمل على الشذوذ كان نظير قولهم: هو أسود من حنك الغراب، ونظيره قول الراجز:
جاريةٌ في درعها الفضفاض ... أبيضُ من أخت بني إباضِ
وجائز أن يكن أبيض مبنيًا من قولهم: باض الشيءُ الشيءَ بيوضًا إذا فاقه في البياض. فالمعنى على هذا أن غلبة ذلك لغيره من الأشياء المبيضة أكثر من غلبة بعضها على بعض. وأبيض بهذا الاعتبار أبلغ من أشد بياضًا، ويجوز أن يكون (مِنْ) المذكورة بعد أبيض متعلقة بمحذوف دلّ عليه أبيض المذكور والتقدير: ماؤه أبيض أصفى، أو أخلص من اللبن، وإلى هذين التأويلين أشرت بقولي في الكافية.