غيرك، واحد، وأنه لا أحد منهم يقول: إنّ (سوى) عبارة عن مكان أو زمان، وما لم يدل على مكان أو زمان فبمعزل عن الظرفية.
والثاني: أنّ من حكم بظرفيتها حكم بلزوم ذلك، وأنها لا تتصرف، والواقع في كلام العرب شعرًا ونثرًا خلاف ذلك: فإنها قد أضيف إليها، وابتدئ بها، وعمل فيها نواسخ الابتداء وغيرها من العوامل اللفظية، فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (سألت ربي أن لا يسلط على أمتي عدوًا من سوى أنفسهم)، وقوله عليه السلام: (ما أنتم في سواكم من الأمم إلاّ كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود). وقول الشاعر:
وكلُّ من ظنَّ أن الموت مخطِئُهُ ... معلُّلُ بسواء الحقّ مكذوبُ
ومن الإسناد إليها مرفوعة بالابتداء قول الشاعر:
وإذا تباع كريمة أو تشترى ... فسواك بائعُها وأنتَ المشتري
وقال آخر في رفعها بليس:
لئِنْ تَكُ ليلى ليس بيني وبينها ... سوى ليلةٍ إني إذًا لصبورُ
وقال آخر في نصبها بإنّ: