وعلى هذا ينبغي أن يحمل قول الحارث لبنيه: (فوالله لئن قدر الله عليّ ليعذبني عذابًا شديدًا) إذا جعلت (قدر) من القدرة لا من القَدْر الذي يراد به التضييق، ولا من القَدضر الذي يراد به القضاء، فيصبح حمله على القدرة بخلاف قول من أنكر ذلك. انتهى.

وقال النووي: (دار) منصوب على النداء، أي يا أهل دار، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه، وقيل منصوب على الاختصاص. قال صاحب المطالع: ويجوز جره على البدل من الضمير في (عليكم).

مسند بُسْر بن جَحّاش القرشي رضي الله عنه

205 - حديث: "قال الله تعالى: يا ابن آدم أنَّى تُعْجِزُني وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سوّيتك وعدَلْتُك مشيت بين بُرْدَيْن وللأرض منك وَئيد فجمعْت ومنعْتَ حتى إذا بَلَغَت التَّراقيَ قلت أتصدقُ وأنَّى أوانُ الصّدقة".

(أنّى) قال في البسيط مشترك بين الاستفهام والشرط، وبنيت لتضمنها حرفيهما، تقول في الاستفهام أنّى زيد؟ أي أين زيد، وفي التنزيل (أنّى لك هذا) [آل عمران: 37] أي من أين لك هذا؟ ودليل كونها بمعنى أين قول الشاعر:

مِنْ أين عشرون لنا مِنْ أنَّى

فمقابلتها لأين، تدل على أنّها بمعنى أين، وأما قول الكميت:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015