ويقال: إن الملك المظفر قطز لما قبض على الملك المنصور نور الدين على بعثه هو وأمه وأخاه قاقان إلى بلاد الأشكرى.

وفي تاريخ بيبرس: وأما المنصور على بن المعز فإنه اعتقل مدّة في الأيام المظفرية، ثم سفّر في الأيام الظاهرية هو وأخوه وأمهما إلى الإسكندرية، وسُيِّروا منها إلى القسطنطينية، وأمسك من الأمراء من خاف عائلته، وحذر مخالفته، وكانوا قد تفرقوا في الصيد، فصادهم بمصائد الكيد ولم ينجهم من يده أيد، وانقضت دولة المنصور، فكانت مدة مملكته سنتين وستة أشهر، والله أعلم.

ذكر ماجريات هلاون

منها: أنه أرسل ابنه شمطو إلى حلب وقد ذكرناه.

ومنها: أنه أرسل إلى ولدى صاحب الروم وهما عز الدين كيكاوس، وركن الدين قليج أرسلان، يستدعيهما إليه فسارا إليه، وذلك أن الرسل الذين كانوا قد توجهوا مع أخيهما علاء الدين كيقباذ إلى منكوقان أخي هلاون عادوا إلى الروم في هذه السنة، فوجدوا بيجو فعل بقونية وغيرها ما فعل والسلطان عز الدين كيكاوس قد هرب إلى قلعة العلائية، وكان أخوه في محبسه، فخلص وهو بقونية، فأحضروا إليهما يرليغ منكوقان، فاستقرت خواطرهما وتوطنا، وتراجع الناس إليهما، وتقررت قسمة البلاد بينهما، وإنحاز إلى كل منهما جماعة من الأمراء.

فكان ممن إنحاز إلى السلطان عز الدين الأمير قرطاى الأتابك، وشمس الدين الحرمانى، وشمس الدين توتاش، وخواجه جهان، ووزيره عز الدين كلُ.

وكان من أمراء السلطان ركن الدين قليج أرسلان الأمير أرسلان دغمش الأتابك، وقد ذكرنا انحرافه عن السلطان عز الدين، وأنه انهزم قدام بيجو غيظا من السلطان، وانحاز إلى السلطان ركن الدين، والأمير سيف الدين طرنطاى صاحب أماسية الملقب بكلْرباكى، والأمر خطير الدين، والأمير معين الدين سليمان البرواناه، ووزيره الصاحب شمس الدين الطغرائى.

ولما عزم هلاون على السير إلى حلب وعبر الفرات، استدعى السلطانين المذكورين كيكاوس وقليج أرسلان، فسارا إليه وحضرا معه في أخذ حلب.

ومنها: أن هلاون وجه أرغون أغا وهو من أكابر المقدمين في جيش إلى كرجستان، فغزا تفليس وأعمالها، وأغار ونهب، وعاد إليه وهو بالعراق.

ذكر بقية الحوادث

منها: أن في ليلة الأحد خامس عشر المحرم ولد الملك المظفر محمود بن الملك المنصور صاحب حماة بن الملك المظفر محمود بن الملك المنصور محمد بن الملك المظفر تقى الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب.

وقال المؤيد في تاريخه: وفى الساعة العاشرة في ليلة الأحد خامس عشر المحرم من هذه السنة، وثانى عشر كانون الثاني، ولد محمود بن الملك المنصور، ولقبوه بالملك المظفر بلقب جدّه، وأم الملك المظفر محمود المذكور عائشة خاتون بنت الملك العزيز محمد صاحب حلب بن الملك الظاهر غازي بن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، وهنأ الشيخ شرف الدين عبد العزيز المعروف بشيخ الشيوخ الملك المنصور صاحب حماة بقصيدة طويلة منها:

إبشر على رغم العدى والحسَّد ... بأجلِّ مولودِ وأكرم مولد

بالنعمة الغراء بل بالدولة ... الزهراء بل بالمفخر المتجدّد

وافاك بدراً كاملاً في ليلة ... طلعت عليك نجومها بالأسعد

ما بين محمود المظفر اسفرت ... عنه وما بين العزيز محمد

ومنها: أن الخواجا نصير الدين الطوسى صاحب التجريد وغيره عمل الرصد بمدينة مراغة، ونقل إليها شيئاً كثيراً من كتب الأوقاف التي كانت ببغداد، وعمل دار حكمة فيها فلاسفة لكل واحد في اليوم ثلاثة دراهم، ودار طب فيها للحكيم درهمان، ومدرسة فيها لكل فقيه في اليوم درهم، ودار حديث لكل محدّث نصف درهم في اليوم.

ومنها: أنه حصلت بديار مصر زلزلة عظيمة جداً، وتسامع الناس بمجيء التتار لقصد الشام، فانزعجوا بسبب ذلك، وبالله المستعان.

ومنها: أن في شهر رجب تولى محيى الدين قاضى غزة تدريس المدرسة الناصرية بالقدس الشريف، وتولى شهاب الدين محمد بن القاضى شمس الدين أحمد ابن الخليل الخوّى قضاء القدس الشريف، وسافرا من دمشق إلى ولايتهما.

وفيها:) (وفيها: حج بالناس:) (.

ذكر من توفى فيها من الأعيان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015