ما أحسن الخضرة ... ما بيننا
وساقي الخمرة ... هو زيننا
ما عندنا فكرة ... ولا عنا
ووقتنا محروس ... من كل بوس
الشرب بالقادوس يحيي النفوس
وله موالياً:
لما رقم طرز أطلس ... وجنتو سندس
قال العذول صباحو ... قد رجع حندس
دعو فورد خد ... وذ قد ملي كندس
فقلت ما أظرف ... الأطلس مع القندس
وقال:
جاء البشير يبشرنا بعزل البرد ... فقدّم الباطيه يا صاحبي والنرد
واشرب على وجه أغيد في الملاحة فرد ... يجلو عليك البنفسج في رياض الورد
وقال له دو بيت:
عرج بربوع جيرة قد خانوا ... عهدي وناءوا كأنّهم ما كانوا
ساروا سحراً وأضرموا حين باتوا ... من قلبي من مرامهم نيران
الأمير سيف الدين بلبان الجوكندار المنصوري، نائب حمص.
توفي فيها، وتولاها سيف الدين بكتمر الساقي، وكان بلبان المذكور من خيار الترك، ولي نيابة قلعة صفد، وشدّ دمشق، ونيابة القلعة بها، ونيابة حمص في آخر عمره.
الأمير علم الدين سنجر الصوابي الجاشنكير، أحد الأمراء المقدمين بمصر، توفي فيها.
الأمير بدر الدين بكتاش الفخري أمير سلاح.
كان أصله من مماليك الأمير فخر الدين بن الشيخ، وارتجع إلى مملكة السلطان الملك الصالح، وكان من أكابر الأمراء الصالحية المترددين في الغزوات، المشهورين بالهير والصدقات، ولما قتل الملك المنصور لاجين أجمعوا على تمليكه فلم يوافق، وأشار بالملك الناصر محمد بن قلاون، وفي آخر عمره طلب النزول عن الإمرة لكبر سنه، فأجيب إلى ذلك، فأقام في منزله حتى مات، وكان منزله داخل القاهرة. ووفاته في ربيع الأول من هذه السنة وكان بين موته وقطع خبزه ثلاثة أشهر كوامل، وكان ذا همة ونهضة، ورأي ومعرفة، وهو آخر من مات من الأمراء الصالحية النجمية من الركب الأول رفيق الملوك. وقيل: آخر من مات ركن الدين بيبرس الجالق.
الأمير علاء الدين علي بن الملك القاهر عبد الملك بن المعظم شرف الدين عيسى بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب.
توفي فيها بدمشق، ودفن بقاسيون.
الأمير فارس الدين أصلم الردّادي، توفي فيها.
الأمير سيف الدين كاوركا المنصوري، توفي فيها.
الأمير بهاء الدين أصلم بن مرداش، توفي فيها بدمشق.
الأمير بهاء الدين يعقوبا الشهرزوري، مات في سابع عشر ذي الحجة منها بمصر.
الأمير عو الدين أيبك الطويل الخازندار المنصوري.
مات فيها، ودفن بقاسيون، وكان أميراً ديناً، كبير القدر، له بر وصدقة.
الطواشي الكبير الصالح شمس الدين صواب السهيلي الخزندار.
مات فيعا بالكرك، وقد قارب المائة سنة، وكان الملك الظاهر قد سلّم إليه قلعة الكرك، فاستمر بها إلى سنة إحدى وثمانين وستمائة في أيام الملك المسعود نجم الدين خضر بن الظاهر، فتوجه إلى الحجاز الشريف في جملة الركب الشامي، فلما وصل إلى تبوك لحقه الأمير عينه أمير بني عقبة وقبض عليه وحمله إلى الملك المنصور قلاون، فلما ملك المنصور قلعة الكرك أعاده إليها وثوقاً بأمانته وديانته، فلم يزل بها إلى أن مات فيها، وكان له برّ ومعروف، ورباط وتربة، وكان كثير المال كبير السن.
الطواشي شهاب الدين فاخر المنصوري، مقدم المماليك السلطانية.
توفي في سابع ذي الحجة منها، وكان ذا مهابة وسطوة، وأخلاق حسنة.
ذكر فصل فيما وقع من الحوادث في
استهلت هذه السنة: والخليفة المستكفي بالله العباسي.
والسلطان: الملك الناصر محمد بن قلاوون، ونائب دمشق الأفرم، ونائب حلب قراسنقر، وصاحب البلاد الشمالية طقطا، وصاحب العراقين وما ولاها الملك خربندا، وصاحب اليمن المؤيد هزبر الدين داود.
وذكر بيبرس في تاريخه في هذه السنة: وقوع الوحشة بين السلطان الملك الناصر محمد وبين الأمراء سلاّر وبيبرس وغيرهما، وقد ذكرناه في السنة الماضية كما ذكره ابن كثير.