الشيخ بهاء الدين عبد المحسن بن الصاحب محيي الدين محمد بن أحمد ابن هبة الله بن أبي جرادة.

مات بالديار المصرية، ودفن بمقابر باب النصر، روى عن يوسف بن خليل وغيره، وكان شيخاً جليلاً فاضلاً.

الشيخ الحكيم الفاضل الأديب النحوي شهاب الدين أبو بكر بن يعقوب ابن سالم الديري الرحبي، المعروف بالشاعور.

مات في أوائل هذه السنة ببلاد اليمن بقلعة تعز، كان قد حصل مالاً كثيراً، وحصل له إقبال من أهل اليمن، ومن صاحبها الملك المؤيد، وله التصانيف المفيدة.

الشيخ الإمام الزاهد أبو القاسم خلف بن عبد العزيز بن محمد القبتوري الإشبيلي.

مات بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم في أوائل السنة، ومولده في سنة خمسة عشر وستمائة، وله نظم ونثر، وفضائل كثيرة، فمن شعره.

ماذا جنيت على نفسي بما كتبت ... كفي فيا ويح نفسي من أذى كفّي

ولو يشاء الذي أجرى علّي بذا ... قضاءه الكف عني كنت ذا كفي

وله:

واحسرنا لأمور ليس يبلغها ... مالي وهّن مني نفسي وآمالي

أصبحت كالآل لا جدوى لديّ ... وما ألوت جدّاً ولكن جدّي الآل

الصاحب زين الدين أحمد بن الصاحب فخر الدين محمد بن الصاحب الكبير بهاء الدين علي بن محمد بن سليم، المعروف بابن حنا.

كان رئيساً كبيراً، فقيهاً شافعياً، ذا حرمة وافرة، ودين متين، وله قضيلة تامة في العلوم الشرعية، روى الحديث عن سبط السلفي وغيره، مات في صفر منها ودفن في قبر كان قد حفره لنفسه تحت رجلي الشيخ ابن أبي حمزة بالقرافة قبلى الحوش الظاهريّ.

الصدر شرف الدين محمد بن علي بن محمد بن سعيد التميمي، المعروف بابن القلانسي.

مات بداره بقاسيون، ودفن به، وكان من بيت كبير، وورث أموالاً كثيرة، وهو صاحب حمام الزهور بجبل الصالحية بدمشق، سمع في صغره من السخاوي، والقرطبي، والعزّ بن عساكر، وابن مسلمة، وغيرهم، وهو خال المولى عز الدين بن القلانسي.

شمس الدين محمد بن الصاحب شرف الدين إسماعيل بن أبي سعد الآمدي، عرف بابن التيتي.

مات بالقاهرة، جفلت به الفرس فوقع وتعلقت رجله بالركاب فتكسرت أعضاؤه، وحمل إلى منزله، فبقي قليلاً ومات، وكان رجلاً فاضلاً، عارفاً خبيراً، خالط الملوك والدول، وباشر المناصب الجليلة، وكان نائب دار العدل بالقاهرة، يقعد مع القضاة، وله سماع كثير من ابن المقير، وابن الجميزي، والكفرطابي، وغيرهم، ومات وله من العمر خمس وستون سنة.

شمس الدين محمد بن الخطيب شيخ بن ثابت العرضي، خطيب داريا. مات بمدرسة سيف الدين السامري بدمشق، سمع من والده، وغيره.

الشريف الأمير عز الدين جماز بن شيحة الحسيني، صاحب المدينة النبوية. مات فيها، وكان شيخاً كبيراً، أضر في آخر عمره، وقام بالأمر بعده ولده الشريف ناصر الدين منصور.

الأمير ركن الدين بيبرس الموفقي المنصوري، مات فيها بدمشق، وظهر بعد موته بقليل أن مماليكه خنقوه وهو سكران، وجرى في ذلك فصول كثيرة، وادعى أولاد سنقر الأشقر أنه مملوكهم باق على ملكهم، فلم يثبت لهم ذلك.

الأمير سيف الدين بهادرسمز المنصوري.

مات بأرض المرج، كان مع نائب السطنة والأمراء في الصيد، فدهمهم في الليل طائفة من العرب فقاتلوهم، فقتل من العرب أكثر من نصفهم، ودخل سمز بينهم ولم يرجع عنهم، فضربه واحد منهم برمح فقتله، وحمل إلى قبر البيت فدفن هناك.

وقال ابن كثير: لما دهمهم العرب كان يرميهم بالنشاب ويقول: أنا بهادر دمشق، فرماه بعض العرب بحربة وقال: خذها، وأنا عصفور بن عصفور، فقتله.

الأمير مبارز الدين سواري بن بركري الجاشنكير الرومي، أمير شكار، توفي في هذه السنة.

الشيخ تاج الدين بن الرفاعي، شيخ الأحمدية بأمّ عبيدة من مدة مديدة.

وكان يكتب عنه إجازات الفقراء، توفي في هذه السنة، ودفن هناك عند سلفه بالبطائح.

فصل فيما وقع من الحوادث في

السنة الخامسة بعد السبعمائة

استهلت هذه السنة، والسلطان، الملك الناصر محمد بن قلاون.

والخليفة المستكفي بالله العباسي.

ونائب الشام: جمال الدين الأفرم، ونائب حلب: شمس الدين قراسنقر المنصوري.

ذكر من قدم من الرسل ومن غيرهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015